ماهي الرسالة التي بعثت بها أمريكا لـ إيران بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية بسوريا
بعث الأمريكيون برسالة إلى الإيرانيين بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق وتسبب في مقتل اثنين ” كبار”من الحرس الثوري الإيراني و5 عسكريين .
وفحوى الرسالة النفي القاطع بعدم صلتهم بالهجوم الإسرائيلي،و اعتبرت واشنطن أنه من الضروري فتح قناة اتصال مع الإيرانيين للتأكد من أن الوضع لن يشهد تصعيداً، ولن يتعرض الأمريكيون المنتشرون في المنطقة لأي مخاطر.
وكشفت المصادر أن الرسالة الأمريكية تعمّدت القول، بدون لبس أن الولايات المتحدة وقواتها واستخباراتها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في الإعداد لهجوم في دمشق، مشددة أن على إيران أن تتصرّف على هذا الأساس.
وأكدت المصادر، أن الرسالة الأمريكية لم تتضمن أي تحذير لطهران، كما لم تكن مرفقة بأي تهديد.
وكشف مراقبون أن أمريكا رأت عدم الحاجة لتوجيه إنذارات أو تهديدات، خصوصاً أن التحذير السابق الذي أرسلته الولايات المتحدة لطهران ما زال قائماً، والميليشيات لم تقم بأي هجوم على الأمريكيين منذ شهرين.
جاء ذلك بعدما أرسلت إدارة بايدن مندوبين إلى اجتماع مع ممثلين للحكومة الإيرانية، أبلغ فيه الأمريكيون الوفد الإيراني، أن الرئيس الأمريكي وإدارته سيعتبران أي هجوم من قبل الميليشيات الموالية لإيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا مسؤولية إيران، وشددوا حينها على أن بايدن مستعد لضرب أهداف على الأراضي الإيرانية لو تابعت الميليشيات هجماتها على القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
يشار إلى أنه ومنذ أكثر من 50 يوماً، لم تطلق الميليشيات أي صواريخ، كما لم تنفذ أية هجمات على القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، أو التنف أو حتى على القواعد التي ينتشر فيها الأميركيون في العراق.
ولدى أمريكا يقين بأن طهران لديها سيطرة على الميليشيات في العراق وسوريا، وتستطيع أن تطلب منهم التوقف عن شن هجمات وهم يستجيبون لها.
أما ما يثير الاهتمام في تصرفات الأمريكيين والإيرانيين في الشرق الأوسط، هو اعتبار الإدارة الحالية للرئيس الديمقراطي جو بايدن، أن بصمات إيران موجودة في كل مكان من المنطقة، ولكن لاتوجد رغبة من واشنطن أو طهران بتصعيد الموقف في الشرق الأوسط، كما لا يريدان أن يخرج الصراع عن إطار غزة، بل إن ما تريده إيران هو ما تريده واشنطن، وهو المحافظة على الهدوء والاستقرار.
ويعتبر الأمريكيون أن إيصال الرسالة المباشرة إلى إيران كان ضرورياً للحفاظ على سلامة الجنود والمدنيين الأمريكيين، ويشعرون باطمئنان إلى أن الوضع لن يتصعد.