أحمد زحام يكتب .. الخطاب الذي لم يقرأ بعد
نحن أمام خطابين أحدهما مكمل للآخر الخطاب الديني والخطاب الثقافي،فاذا غرد أحدهما دون الآخر لضعفت البنية الفكرية للدولة ، وأرى أن كليهما يعمل دون التكامل مع الآخر حتى الآن،من المؤسف أننا نقيم مؤتمرات تجديد الخطاب الديني دون أن ندفع بتوصياته إلى روافد العمل الجماهيري المتمثل في وزارتي الثقافة والشباب والرياضة إن كانت الأخيرة أكثر تفاعلا مع الشارع عن الثقافة التي يمكن أن نطلق عليها مجازا ثقافة الصالونات .
تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى ثورة فقهية في التعامل مع الثابت والمتحول من نصوص وضعها المفسرون الأوائل بعيدا عن تقديس العباد،دون تقديم من يجتهد في هذا إلى محاكم التفتيش وإنزال العقاب به ، فمن أتوا بعد الرسول الكريم من البشر أصابوا وأخطأوا في التفسير،وليس لزاما علينا تقبل اجتهادهم،الغريب والمدهش أننا لم نعط لأنفسنا الحق في هذا الاجتهاد كم فعل أسلافنا وكأنهم منزلون من السماء،فقد تركنا كل شيء على علاته حتى دخلت أفكار الكتب الصفراء إلى عقول شبابنا ، وهذا منوط به الأزهر دون غيره .. ويكفي ما نعانيه من شيوخ الفضائيات ، وما حدث من فتاوي هنا وهناك في أمور حياتية يختلف عليها إثنان .
أما في الخطاب الثقافي فلم يحدث تجديد في آلياته منذ عقود مضىت رغم التغير السريع في بنية المعلومات داخل المجتمع ، ولم تقدم الثقافة الجديد في هذا التطور السريع،ولا أحد يراجع أحد،لا جديد في الخطاب الثقافي بهؤلاء المتخمون بفكر المقاعد الدوارة ، فكل الذي يعرفونه توارثوه عبر السنين الماضية قاعات خالية ومنصات متخمة بالمحاضرين،بل وصل تجديد الخطاب الثقافي بهم إلى اختيار قيادات ليس لديها قدرة على التجديد بل على السمع والطاعة آفة الأختيار في هذا الحقل المهم من أركان الدولة المصرية فالذي حدث أنهم استقدموا قيادات ليس لها في الشأن الثقافي يد،فبدت أيادي ضعيفة ومرتعشة،والأمثلة على عدم قدرة القائمين على العملية ذلك التناول اليومي للفعل الثقافي،فلا يعرفون سوى الندوة والفرق الفنية إذا فعلوها،ولا جديد في محتواها ، ولكي يتم هذا التجديد لابد من عقد دراسات والدفع بالمجددين في هذا المجال للصفوف الأولى،ولكن حاليا لا يوجد أمل في تلك الكتائب التي لا تعرف إلا نوعا واحدا من التفكير .