عمرو خالد : أشياء تزيد من الحب والشوق لـ الجنة .. عصا الرسول لـ ابن أنيس..و أنس بن مالك عند الحوض
تحدث الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن أشياء تزيد من حبك لله وشوقك لدخول الجنة، وأرجع تكرار وصف الجنة في القرآن إلى أن الهدف منه تثبيت الصورة الذهنية.
وتناول الدكتور خالد في الحلقة 21 من برنامجه الرمضاني “الفهم عن الله – الجزء الثاني”، نماذج من السيرة النبوية لفن صناعة الصورة الذهنية عن الجنة.
عبد الله بن أنيس.. وعصا الجنة
وأضاف: كان هناك صحابي اسمه عبد الله ابن أنيس بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في مهمة، فلما عاد منها سأله ماذا فعلت؟
قال فعلت ما أردت يا رسول الله فقال النبي: الله أكبر، ودخل صلى الله عليه وسلم بيته وخرجه ومعه عصاه، قال خذ هذه يا عبد الله ردها إليّ يوم القيامة أدخلك بها الجنة.
يقول عبد الله ابن أنيس: فأخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا أتركها أبدًا، ولقد أمرت أن تدفن معي في قبري حتى ألقى النبي يوم القيامة، فأقول له العصا يا رسول الله فيأخذني إلى الجنة.
الصورة الذهنية عن الجنة
الرسول.. وأنس بن مالك والحوض
وروى الدكتور خالد موقفًا آخر للنبي صلى الله عليه وسلم مع أنس أبن مالك عن فن صناعة الصورة الذهنية عن الجنة.
يقول أنس للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أتشفع لي يوم القيامة؟ قال نعم يا أنس؟ قال فأين ألقاك يا رسول الله لتشفع لي؟، فقال تلقاني عند الميزان، قال يا رسول الله عند الميزان ينشغل كل إنسان بكفة حسناته، فقال تلقاني عند الصراط، قال يزدحم الناس عند الصراط، قال فالقاني عند الحوض أسقيك بيدي شربة لا تظمأ بعدها أبدًا، قال يا رسول الله: موعدي معك عند الحوض .
أنواع الجنان في القرآن
وتطرق خالد إلى أنواع الجنان في القرآن، والتي تختلف كل منها عن الآخرى، كما بين على النحو التالي:
-جنة عدن “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”.
– جنة النعيم ” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم”.
– جنة الماؤى ” وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ”.
– جنة الخلد ” قل أذلك خير نزلاً أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرًا”.
– دار السلام ” لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ”.
– جنة الفردوس “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا”، “الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.
– الريان للصائمين لترويهم من كل أنواع الري وليس فقط الماء، بل كل ما كانوا محرومون منه.
– الغرف “وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ”، “أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا”، وهي معلقة فوق الجنان.. لؤلؤه شفافة فوق الجنة ترى من خلالها الجنان من أعلى.
الفردوس.. والمذاقات الرائعة
وأشار خالد إلى أن كل أنواع المذاقات الرائعة تتجمع في جنة الفردوس، فوصف الجنة بهذه الطريقة يعطيك صورة غنية جدًا، لافتًا إلى وصف النبي لبيوت الجنة، “لبنة من ذهب ولبنة من فضة وسقفه عرش الرحمن”، والذي اختصه الخالق بوصفه بالعظيم دونًا عن كل المخلوقات.
الحور العين .. الخالدات – الناعمات – الراضيات
وفي سياق حديثه عن الحور العين بالجنة، استشهد خالد بالحديث الذي أخرجه الترمذي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة سوقًا، ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها، وإن فيها لمجتمعًا للحور العين، يرفعن أصواتًا لم ير الخلائق مثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن الناعمات فلا نبأس، فطوبى لمن كان لنا وكنا له”.
كما استشهد بحديث القرآن عن نساء الجنة، فيقول: ” إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا”، منتهى الأنوثة ومنتهى الجاذبية.
سِر أن الدنيا في ذاكرة أهل الجنة
وربط خالد بين حلاوة الجنة وتجربة الدنيا، قائلاً إنه “على الرغم من أن الدنيا قصيرة إلا أنها في ذاكرة أهل الجنة عميقة جدًا، شديدة التأثير، شديدة الحضور، لذلك كان لابد أن ننزل الدنيا الأول، لأننا لو ذهبنا مباشرة إلى الجنة.. سنكون بدون تاريخ.. بدون قصة.. بدون تجربة”.
وتابع: في الجنة تتذكر ما حدث معك الدنيا: “فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ* قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ* يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ* أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ* قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ* فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ* قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ* وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ* أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ* إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ”.
وفي تفسيره للصورة القرآنية:” فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ”، شدد خالد على أهمية أن يتذكر أهل الجنة الدنيا، موضحًا أن الكتاب عبارة عن شريط مسجل يحمل كل الأشياء الجيدة فى الدنيا “هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ”، “إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، سترى كل شيء في الدنيا صوتًا وصورة كأنك في الدنيا، الدنيا حاضرة جدًا يوم القيامة “يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا”.
شريط حياتك
وقال خالد إن المؤمن يوم القيامة يحمل معه شريط لكامل لحياته صوتًا وصورة، لكن الأقوى الظاهر والباطن، “وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ* قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ* فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا* “وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ* إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ”.
لمّة العائلة في الجنة
ووصف خالد، “لمة العائلة” في الجنة بأنها نفس حلاوة وأحضان “لمة العائلة” في الدنيا، يعيشون ذكرياتهم في الدنيا ويصبح هذا جزءًا من حلاوتهم في الجنة، “وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ”.
وقال إن كل شيء في الجنة شبه الدنيا، لكن أفضل بمراحل كبيرة، مصداقًا لقوله تعالى: كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ”.
واعتبر خالد، أن الهدف من كل ذلك هو أن تقوي صورتك، وأن تعمل على بناء تاريخك في الجنة في الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ألا من مشمر للجنة.. قالوا: نحن المشمرون يا رسول الله”.
قاعدة اليوم:
وختم خالد بذكر القاعدة الحادية والعشرين، قائلاً: “ثبّت صورة الجنة في قلبك وعقلك… كرر هذه الصورة بكثرة الدعاء بالجنة… وسيدفعك عقلك دفعًا لتخرج أحسن ما عندك لتصل إليها.