محمد زكى يكتب .. اتبهدل دقائق واكسب ملايين !!
● فى زمن الفن الجميل .. كانت الضحكات تبعث من القلب لدى المشاهدين، وهم يتابعون برامج المقالب الكوميدية، إلا أن هذه البرامج فى زمننا تطورت تطوراً سريعاً من أجل « السبوبة» إلى الأسوأ رُعباً، حيث أصبح هدفها الأساسي هو بث الرعب والعنف لدى جمهور المُشاهدين، الأمر الذى أدى فى نهاية المشهد العبثى إلى إنحطاط الذوق العام !!
● نتذكر معاً – مثلاً – برنامج ” الكاميرا الخفية ” الذى كان يقدمه الفنان إبراهيم نصر قد أحدث ضجة كبيرة وقتها نظراً لبساطته وإعتماده على ردود فعل المواطن البسيط المهموم بمشاكله اليومية، ولكن عاماً بعد عام تحول الأمر إلى ” سبوبة موسمية ” للنجوم والمشاهير الذين يتقاضون أجورهم المليونية تحت شعار« أتبهدل دقائق وأكسب ملايين » مقابل مشاركتهم فى هذه البرامج المستفزة، التى لاقت فى السنوات القليلة الماضية، جدلاً مُثيراً ومعارضة شديدة من جانب جمهور المشاهدين، وتحركات حثيثة من الجهات الرقابية المعنية، كل ذلك فى الوقت ” بدل الضائع ” لإحتواء الموقف المُثار، بعدما غُلت يدها من فرض زمام السيطرة !
● هذا الموسم الرمضاني آثارت برامج المقالب من جديد وفى مقدمتها « رامز جاب من الآخر » حالة من الجدل بسبب اتهامها بالعنف وإهدار القيم الأخلاقية والفبركة المفضوحة، حيث يكون الضحية متفقاً عليها مُسبقاً، ويتم إبلاغ الفنان بأنه سوف يتعرض لمقلب ما، ولكن دون توضيح أبعاد هذا المقلب العبثى، والمشكلة التى تفاقمت مؤخراً فى هذه البرامج هي الألفاظ الخادشة للحياء، وكثيراً ما نسمع أثناء المشاهدة صافرة التشويش ” تييت تييت ” للتغطية على الألفاظ النابية التى تصدر من الفنانين والمشاهير أثناء « فبركة» المقلب المفضوح على الشاشة !
● هذه النوعية من البرامج التليفزيونية موسما بعد موسم أصبحت ” سبوبة ” ولقمة عيش مليونية لمعظم الفنانين والمشاهير الذين يعرفون جيداً المقلب قبل تصويره، ويسألون عن مُعد البرنامج والقائمين على إنتاجه بأدق التفاصيل، ويتفاوضون على” شيڪات ” الأجور المليونية السخية باعتبار هذه البرامج تربح بالملايين، وتحقق نسب مشاهدات عالية، وبالتالي لا بد من أن يحصل الضيف «المحظوظ» على مبلغ مُحترم مقابل بهدلته أمام جمهوره، ويا حبذا لو كان هذا الأجر بالعملة الدولارية فى أيامنا الإقتصادية الصعبة، كما أن بعض الفنانين يعتبرون هذه البرامج «سبوبات » موسمية سخية يحققون من ورائها الملايين التى تضاف إلى أرصدة حساباتهم المكتظة فى البنوك !
● ومؤخراً أصبح الكثير من مشاهير المجتمع و نجوم الفن والرياضة يتسابقون على تقديم برامج المقالب لعدة أسباب منها إنها تحقق نسب مشاهدة كبيرة، وعائداً إعلامياً كبيراً، وبالتالى يحصل الفنان على مبلغ سخي يؤمن مستقبله، بالإضافة إلى أنها تختصر أمامه طريق الشُهرة، وفتح آفاق واسعة للنجومية !
● بصراحة وبدون مُجاملة .. هذه البرامج المثيرة للجدل فى الأيام الرمضانية المباركة خرجت من مضمونها، وهدفها الحقيقي الذى نعلمه جميعاً وهو إدخال البهجة والسرور على قلوب المُشاهدين فى البيوت، وليس إستفزازهم بالرعب المُثير للضحكات والصراخات !!
● عموماً .. كُل رُعب وأنتم طيبين ورمضان كريم .