شيخ الأزهر: الفرق بين الحمد والشكر .. وكيف يكون العبد شاكرًا حقًا – فيديو
تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن كيفية شكر العبد لله وما الفرق بين الحمد والشكر.
الفرق بين الحمد والشكر:
وقال خلال برنامجه “الإمام الطيب”، والمذاع عبر فضائية “دي إم سي”، في الحلقة الخامسة عشر ، والذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة “الناس”، إنّ الحمد هو الثناء على الجميل، أما الشكر معناه أبعد وهو الثناء لـ فعل وقع عليك وليس فقط لشيء جميل.
وأوضح أن الشكر اعتراف بأن الله تعالى رزقك وأعطاك، أما الحمد فهو الثناء ابتداءً، أما الشكر فهو الثناء على جميل فُعل بك، والشكر الحقيقي هو شكر الله لأن شكر العبد دائمًا ما يكون فيه مبادلة.
وأضاف أن الشكر الإلهي هو الأحق لأنه شكر المستغني الغني، وهو شكر من لا ينتظر ثوابًا أو شيئًا، وهو المتصدق والمنمي وهو من يذكر عبده، والعبد لا يستحق هذا الشكر إنما هو فضل من الله.
قائلا: على العبد أن يداوم على الشكر، بمعنى أن يكون شكورا، على أن لا يكون شكره مجرد ترديد لعبارة يقولها، كقوله “اللهم لك الحمد والشكر” عندما تأتيه نعمة.
شكر الله لعباده نوعين
وأشار شيخ الأزهر، إلى أن الشكر الحقيقي كما يقول العلماء هو الذي ليس فيه انتظار ولا مقاصة ولا مبادلة، وكل هذا محاط بشكر العباد، أما الشكر الحقيقي هو شكر المستغني وهو شكر الله تعالى، فهو شكر من لا ينتظر ثواب، بل بالعكس هو متصدق، والعبد رغم شكره فهو لا يستحق هذا الشكر، وإنما هو فضل من الله تعالى عليه، أما شكر العبد لله فهو شكر يستحقه الله تعالى.
وأوضح الإمام الأكبر، أن شكر الله سبحانه وتعالى لعباده نوعين، الأول هو الشكر النظري بالثناء على أفعالنا، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تمدح المؤمنين، ومن ذلك قوله تعالى “قد أفلح المؤمنون، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة”، كما يمدح الصابرين.
وأضاف، أن هناك شكرا آخر عمليا، ومن ذلك أن الله تعالى يجازي بالكثير على القليل، وقد وردت في القرآن أيات كثيرة تؤكد هذا المعنى، مثل قوله تعالى : “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”.
وأكد شيخ الأزهر أن الثواب عند الله تعالى يعطي سبعمائة ضعف، وقد يضاعف مرة أخرى، وهذه الآيات تدفع الإنسان دفعا لعمل الخير مهما كان صغيرا.
الشكر من جنس النعمة
وأضاف شيخ الأزهر:أنه لا بد أن يكون الشكر من جنس النعمة، بمعني إذا أوتي مالا، فلن يكون شكره بأن يقول “اللهم لك الحمد والشكر”، وإنما يكون شكر نعمة المال بالإخراج من هذا المال مالا، كإخراج الزكاة والصدقات، فأنت بهذا تشكر الله تعالى على هذه النعمة.
وأكد الإمام الطيب أن المؤمن مأمور بصلة رحمه والتصدق عليهم، مصداقا لقوله تعالى: “وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا”، فالآية بها أمر واضح، فعلى الإنسان التصدق على ذوي قرابته.