سر معارضة روسيا دعوة أمريكا في مجلس الأمن بوقف النار في غزة
فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة في إصدار مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة يؤكد على” الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة”، بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده.
وجاءت نتيجة التصويت على مشروع القرار بتأييد 11 دولة واعتراض ثلاث دول هي روسيا والصين والجزائر، وامتناع عضو بالمجلس عن التصويت.
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن الغاية الوحيدة من مشروع القرار الأمريكي هو إغراء الناخبين الأمريكيين من خلال منحهم ما وصفه بجائزة “وقف إطلاق النار في غزة” ولضمان إفلات إسرائيل من العقاب.
المشروع يعطي ضوءا أخضر لـ إسرائيل لإجراء عملية في رفح
وأضاف أن مشروع القرار الأمريكي يعطي ضوءا أخضر لإسرائيل لإجراء عملية عسكرية في رفح، مشيرا إلى أن تمرير مشروع القرار سيطلق العنان لإسرائيل لمواصلة سياسة الاضطهاد التي تمارسها ضد الفلسطينيين.
وأكد نيبينزيا أن روسيا لا يمكنها أن تقبل أن يتحول المجلس لخدمة سياسة واشنطن الهدامة في الشرق الأوسط، وقال إن هناك مشروع قرار بديلا يتضمن مطالب للتوصل لوقف إطلاق النار.
كانت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد قد قالت قبل التصويت على مشروع القرار إن الوسطاء اقتربوا من هدف التوصل لوقف إطلاق فوري في غزة في إطار صفقة تفضي لإطلاق سراح المحتجزين، لكنهم لم يبلغوا ذلك الهدف بعد.
وأضافت :نحن نريد أن نشهد وقف إطلاق نار فوريا ومستداما في إطار صفقة تؤدي لإطلاق سراح كل الرهائن وإيصال المزيد من المساعدات لغزة”، مشيرة إلى جهود الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وتابعت في كلمتها أمام المجلس كل يوم من دون صفقة يعني يوم معاناة إضافيا… ومشروع القرار المقدم يسعى لجعل وقف إطلاق النار واقعا وعدم اعتماده سيكون خطأ تاريخيا.
وطرحت واشنطن الجمعة على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعم وقفاً “فورياً” لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن الرهائن، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، لكن إقراره يبقى موضع تساؤل مع مطالبة روسيا بـ”دعوة” أكثر وضوحا لإنهاء القتال.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، استخدمت الولايات المتحدة حليفة الدولة العبرية، حق النقض (الفيتو) غير مرّة لإسقاط مشاريع قرار في مجلس الأمن تدعو لوقف إطلاق النار، معتبرة أن ذلك سيصبّ في صالح الحركة الفلسطينية.
ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ اندلاع الحرب، الا أن واشنطن بدأت في الآونة الأخيرة توجيه انتقادات لإسرائيل على خلفية القيود على إدخال المساعدات الإنسانية وارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في القطاع المحاصر.
وتواجه إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن انتقادات دولية متزايدة تحضها على دفع إسرائيل لوقف الحرب التي أودت بحياة أكثر من 32 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
روسيا غير راضية
وعلى رغم أن الولايات المتحدة تذكر للمرة الأولى في مشروع القرار الوقف الفوري لإطلاق النار، الا أنها لم تقرن ذلك بعبارات مثل “يدعو” أو “يطلب”، ما أثار حفيظة روسيا التي تملك بدورها حق النقض في مجلس الأمن.
وقال نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، لسنا راضين حيال أمر (مشروع قرار) لا يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار”، معتبرا أن “أحدا يتلاعب بالمجتمع الدولي”، في إشارة ضمنية لواشنطن.
وقف إطلاق النار مشروط عند الأمريكان
وقالت الصين إنها تدعم جهود مجلس الأمن لوقف القتال، من دون أن تكشف ما اذا كانت ستؤيد المشروع الأمريكي، وأمريكا لا تطلب وقفا غير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.
الا أن هذا التغيير المحدود في (موقف) الولايات المتحدة سيثير قلق الإسرائيليين، لأن (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو يريد إبقاء الأمم المتحدة مبعدة بالكامل عن الدبلوماسية المتعلقة بهذه الحرب.
وأعربت المندوبة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد في وقت سابق عن “تفاؤل” بشأن صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي.
ويتضمن المشروع الأمريكي كذلك إدانة دعوات وزراء حكوميين إلى إعادة استيطان غزة ويرفض أي محاولة لإحداث تغيير ديموجرافي أو إقليمي في غزة، ويدين كل الأعمال الإرهابية، بما فيها هجمات حماس في السابع من أكتوبر ضد جنوب إسرائيل.