إيمان منصور تكتب .. يد تبني ويد تحمل السلاح
عندما تم وضع هذا الشعار لم يُوضع بالصدفة، وإنما هو شعار له معنى ومغزى كبير، فالمصري هو الفلاح والعامل وقت السلم، أما وقت الحرب فهو من يحمل السلاح، والذي أبهر العالم فى حرب 73 عندما لم يجد إلا أسلحة عفَى عليها الزمن، ومع ذلك لم يستسلم، فطور منه واستطاع أن يدخل الحرب ليثبت أن الألة ليس لها معنى إلّا بمن يحملها، هذا هو الجندي المصري الذى طالما التقيت به فى مهام متنوعة منذ إلتحاقي بتغطية الاحتفالات بنصر أكتوبر .
عملتُ مع الجندي عبد العاطي، صائد الدبابات والذي لم يكن يملك إلّا بندقية ينتقل بها ليفجر دبابة تلو الأخرى، وسعيد الشحات ومحمد المصري، الذى أطلقوا عليهم صائد الدبابات، تعاملت مع أبطال الصاعقة وهم خلف خطوط العدو، يعيشون بالشهور على قطع من الخبز لينقلوا الاخبار للقيادة، ولا أنسى أبطال معركة المنصورة، والتى أستمرت 55 دقيقة فى الجو وحتى الآن تدرس فى معاهد الطيران العسكري العالمي .
فالعدو يمتلك أحدث الطائرات فانتوم سكاى والمراج وكان عددهم 120 طائرة أما الطيار المصري يمتلك 80 طائرة حربية طراز ميج 21 وسوخوى 7 ومع ذلك استطاع الطيار المصرى أن يسقط 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات منهم من نفذ وقود الطائرة ففضل أن يدخل فى طائرة بدل ما يسقط دون أن يحقق هدف، أما الدفاع الجوى فتمكن من إسقاط 29 طائرة، هذا هو الجندى المصرى، الذى قاوم بعد أكثر من 40 عام ضد الارهاب وكان الحفيد لا يقل شجاعه وإقدام عن جده الذي روى دمه رمال سيناء، والآن هو يكمل المسيرة ، ويأتى السؤال الآن لماذا سرد هذه الحقائق الآن ؟
كلما سمعت عن تقديم أحدث الأسلحة للجيش الأسرائيلى والقنابل الذكية كما يقولوا أتذكر جبن هذا المقاتل الذي لا يجرؤ على المواجهة فهو يستتر وراء طائرات تقذف الاأرياء ورغم كل هذا الدعم يتساقط جنوده من الخوف قبل القتل من مجموعة مؤمنة بربها وقضيتها .
نتنياهو يهدد باقتحام رفح فمرحبًا به فى حضن العسكري المصرى، الذى اعترف قادة العالم بالجندي المصري، فها هو نابليون بونا برت يقول ، “أتمنى أن أملك نصف جبش مصر ولو حدث هذا لغزوت العالم ” أما مارشال فورية قائد الحملة الفرنسية قال إنه لم ير فى حياته جنود مثل الجندي المصري الذي مجرد النظر لعيونهم يوقع الخوف والرعب فى قلوب الحملة كلها .
أما البارون بوالكونت عندما رأى الحرب التى قام بها الجيش المصرى فى 1834 فى سوريا أنه لم ير خير و أفضل و أقوى من الجنود المصريين وما لديهم من قوة، وهذا الطبيب الفرنسي كلوت بك حين قال إن الجنود فى الجيش المصري هم أفضل الجنود فى طاعة قادتهم وأن صفاتهم العسكرية متكاملة، وأن شجاعتهم لا توصف ولا يخافون المواجهة .
وهنا صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال ” إذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا فيها جنداً كثيراً فذلك الجند خير أجناد الأرض لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة”.