محمد زكي يكتب .. شياطين الإنس فى رمضان
● كم من جرائم شياطين الإنس تُرتكب فى هذا الشهر الفضيل ، فتطالعنا كل يوم صفحات الحوادث والمواقع الإخبارية بالعديد من الجرائم الدموية الغريبة على مجتمعنا ، رغم إننا نعيش أياماً مُباركة .. فهذه سيدة تقتل زوجها خشية الفضيحة .. وزوج يذبح زوجته بسكين المطبخ من أجل الشك .. وآخر يقطع رقبة طليقته لرفضها العودة لعصمته .. وهذا شاب عاق يتخلص من والدته بسبب خلافات أسرية .. والميراث القاتل يدفع مزارعا لقتل شقيقه !
● ولكن قد يتبادر إلى أذهننا جميعاً التساؤل : هل هناك شياطين فى رمضان ؟! أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من فضائل شهر رمضان تصفيد الشياطين فيه ، وهى رحمة للمسلمين ، لأن ذلك سبب فى العاقبة من شرورهم ووساوسهم لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام : ” إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين “وهذه خصيصة عظيمة من خصائص شهر رمضان العظيم تتيح للعبد الفرصة للتوبة من ذنوبه ، والقرب من ربه بلا تأثير أو وسوسة من الشيطان .
● ما يحدث فى هذه الأيام من جرائم بأيادي شياطين الإنس قد تكون فى بعض الأحيان أشد قسوة وجبروتاً من وسوسة شياطين الجن ، فشياطين الجن تذهب بالإستعاذة بالله عزوجل ، أما شياطين الإنس فقد أباحوا سفك الدماء ونشر الفساد وإرتكاب المعاصى ، رغم إننا نعيش أجواء روحانية فى شهر الرحمة !
● علينا أن نأخذ حذرنا من شياطين الإنس ، مع إنتشار التكنولوجيا الحديثة بين الناس ، لأنهم تحديداً فى هذه الأيام ، يقومون بتسخير تلك التكنولوجيا لتحضر الفيديوهات الخاصة بهم ، لينشروا جرائم الفتن والفساد عن طريق منصات التواصل الإجتماعى التى تدعوا إلى الرذيلة ومفاسد الأخلاق !
● فى النهاية نقول – وبالله نصول ونجول – لو تأملنا العالم من حولنا لوجدنا كثير من الأشياء والجرائم التى تتنافى مع ديننا الحنيف، فليس هناك شيء لا يمكن تغيره بحجة أن الإنسان تعود عليه ، فكم عادات تقبل التغيير ومع ذلك تغيرت وتبدلت .
● أذن يمكن للإنسان بعون الله وتوفيقه أن يغير ما فيه ، فليكن شهر رمضان شهر التوبة والإنابة إلى الله .. نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ، وأن يوفقنا جميعاً للطاعة والعبادة فى شهر الخير والبركات .