كُتّاب وآراء

عادل القليعي يكتب .. هل نحن حقا خير أمة ؟!

ما الذي يحدث في بلداننا العربية ، ما هذا الإقتتال ، ما هذه الدماء التي تملأ الشوارع ، على ماذا كل هذه الصراعات ، على الكراسي والمناصب يصبح الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ، لماذا كل هذه الانشقاقات والانقسامات ؟!

هل هذا آخر الزمان ؟!، وما أخبر عنه النبي صلّ الله عليه ، ستكون فتن كقطع الليل المظلم البهيم.

ماذا يحدث أخا العرب .. ماذا يحدث أخي في الإنسانية ؟!

قوتنا في وحدتنا وضعفنا ووهننا في تفرقنا وتشرزمنا ،ما نراه اليوم من مستجدات وأمور مستحدثة طرأت على أمتنا العربية والإسلامية لأمر يثير العجب العجاب لماذ ؟! لأننا كنا خير أمة أخرجت للناس تحسدنا جميع الأمم ولا سيما الأمم الغربية التي كانت تعيث في ظلام دامس فترة العصور الوسطي.

ثم ومع بدايات القرن السادس عشر عصر النهضة الاوربية وعصر الثورة الصناعية والتحرر من قيود السلطة الدينية التي استغلتها السلطة السياسية اسوأ استغلال، بدأت تلملم شعثها واخذت في النهوض والتقدم بل وأحدثت أنواع من الصحوة العلمية.

ونحن أمة المعصوم صل الله عليه وسلم أخذنا في العود القهقري إلى الخلف، أمة في ما يقارب المائة عام وضعت قدمها في الأندلس والأخرى في الصين ، أمة فاقت جميع الأمم،وتقدمت في كافة مناحي العلوم في الطب والفلك والكيمياء والطب والفلسفة والتاريخ والجغرافيا والفنون والعماره والزخارف،ثم تقهقرنا إلى الخلف وبدأنا فى الانهيار على كافة المستويات الثقافية والحضارية والعلمية بل وصرنا ناقلين مقلدين فبعد أن كان الجميع يتعلم منا صرنا نقلد نقلد الموضة وقصات الشعر وفساتين السهرات،وغيرها من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان ،وكما أقول لا نلقي باللائمة على أحد لا نقول الغرب أرادنا كذلك لا أنت بوعي أو بغير وعي الذي أردت ذلك وقفت منبهرا أمام التقنيات الحديثة-ولا نرفض التقنية الحديثة وثورة المعلومات -ولكن الذي نرفضه الانقياد الأعمى دون روية أو تؤدة ،الغرب يغازلنا بمغرياته المادية ونحن نتغزل فيما يغازلنا به بل ونرقص معه حيث يرقص ،فحدث ما حدث فقدان للوعي الثقافي وفقدان للهوية العربية وأصبحنا متفرنجين في حياتنا وفي لغتنا وفي عاداتنا وتقاليدنا،وهذا ما كان يحلم به الغرب أن يضعك في غربة عن ذاتك في حين أنه يعلم ذاته تمام العلم.

ولعل سائل يسألنا لماذا كل هذا وما السبيل إلى عودتنا سيرتنا الاولي؟!

أقول كل إنسان يحب وطنه ويحب عروبته ويحب دينه أيا كان هذا الدين لابد أن يسأل نفسه هذا السؤال ويلح في السؤال بل ويقف طويلا ويفكر في سيكلوجية هذا السؤال،لماذا وكيف صرنا وكيف الخلاص من هذا الوهن والضعف،وأي ضعف لما تنظر وتري رؤوس الشياطين شياطين الإنس يخططون للإستيلاء على مقدراتنا وعلى أراضينا وعلى قدسنا ومقدسنا الحبيب،والكل خانع راكع واقف متفرج وحتي إذا عبر عن رفضه يرفض من طرف خفي ،يخشي أن تصيبه لعنة أو تنزل عليه لعنات الرب الذي هناك،مالكم كيف تحكمون مالكم ماذا تقولون لله حينما تقفون امامه،مالكم كيف تنظرون في وجه المعصوم صلى الله عليه وسلم ويسألكم ماذا فعلتم في أمانتي هل حافظتم عليها ماذا ستقولون لعمربن الخطاب فاتح القدس الشريف في عزة وقوة وهو يسألكم عن أمانة القدس الشريف،ماذا ستقولون لصلاح الدين الأيوبي الفاتح،حالنا يرثي له والله حالنا يرثي له.

يا أبناء عروبتي يا أبناء أوطاننا الفرصة لاتزال موجودة ولم تضع بعد طالما أننا موجودون ارفعوا الحجاب عن أبصاركم وبصائركم واستعصموا واستمسكوا بحبل الله المتين(واعتصموا بحبل الله جميعا)، استمسكوا بالعروة الوثقي لا انفصام لها،لا أحد يستطيع أن يفك هده العروة لأن عراها متينة وحياكتها معمولة باتقان(ولا تفرقوا)ولا تتشرزموا (ولا تكونوا كالذين تفرقوا من بعد ما جائتهم البينة) والبينة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار،دين الله القيم،لاتتحزبوا ولا تكونوا كل حزب بما لديهم فرحون،وانما اجعلوا تحزبكم لحزب واحد وتوجه واحد هو رأب الصدع ولملمة بعضنا بعضنا في صف واحد نسبح تسبيحة واحدة تدوي وتصل الي اعنان السماء ونصلي صلاة واحدة هي صلاة العودة الي سيرتنا الاولي ونبتهل للاله ان يجمع تشتتنا وتفرقنا وتشرزمنا وان يوحد كلمتنا ضد من يريد ان يغتصب مقدراتنا ومقدساتنا واراضينا،فوالله لا تأكل الذئاب الا من الغنم الشاردة القاصية ،ولا يجتمع لئام القوم علينا الا اذا صرنا لئام والحمد لله نحن لسنا خبثاء ولا لئام .

أروا الله منكم خيرا كل في مجاله الطبيب،المهندس ،الفلاح،المفكر، الفيلسوف الضابط،كل يشمر ساعد الجد للنهوض بأمته ببلده بوطنه بدينه بفكره بثقافته، بعلمه ولا تكونوا كغثاء السيل تتداعي عليكم الامم كما تتداعي الأكلة على قصعتها،فنحن كثير ونتمني ألا نكون كغثاء السيل.

هذه ليست معضلة المهم يكون لدينا العزم والنية لفعل ذلك لا أن ننتظر من سيأخذ الخطوة ،كل يبدأ بنفسه ويأخذ بيد أخيه للوقوف صفا واحدا متحدين مقبلين غير مدبرين،هل هذا صعب،(فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا)

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

عادل القليعي يكتب .. عقلانية ديكارت و واقعنا المعاصر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى