الشاعرة السورية مها عماد تكتب .. غربة في حضن الوطن !
بعد أن حاولت جاهدة أن تنهي شعورها بالغربة وهي في حضن الوطن .
عادت إلى حقيبتها، فقد خانتها الذاكرة علها تجد قصاصات من مذكراتها التي اعتادت كتابتها يوميًا
تلك الحقيبة الوحيدة التي حملتها في لحظة النزوح
فتحتها علها تجد ما يهدأ شعورها بغربتها دون غربة
وجدت فاتورة الهاتف وفاتورة كهربا سددتهم قبل أيام
وأسوارة فضية منسية من بقايا إكسسواراتها ،وقصاصة تملاؤها الأرقام تاهت عن ماهيتها.
حاولت التذكر !!!!
ماذا تكون هذه الأرقام ؟
فبكت حتى غاب صوت النحيب وقطعتها بضحكة هيستيرية حين تذكرت…
نعم نعم عاد شي من الذاكرة أنها أسعار ثلاجة كانت تنوي شراؤها وأرقام المراكز.. اوووه لواشترتها لضاعة هباء
فكفكفت دمعها ولملمت قصاصاتها بعد أن أحست بغربة أكبر.
غربونا دون غربة…
لم يسمحوا لنا بحمل حقائبنا لم يسمحوا لنا بحمل أمتعتنا… التي تحمل ذكرياتنا
وقد مات من مات
وتشوه من تشوه ومازال اسمك مواطن
أي مواطن أنت دون وطن
وأي مواطن.. أنا دون عنوان
اسكنو شعبي في الخيام
غربتنا في حضن الوطن أحد من السيف
ومازالو يتبححون
بأنك مواطن
في بلد المقاومة
في بلد الممانعة
وياترى من نحن نقاوم؟
والآن باسمك وإسمي الكل يساوم
وعلى بقايا منازلنا تمد الولائم
ومن استنزافنا
تقدم كؤس الخمر والفوتكا والعصائر
فالكل لأجل كرامتك أيها المواطن
مازال يساوم ويدمر ويقاوم !!!!!
ابتسم
اسمك في سجلاتهم مواطن
وعليك ان تقاوم
تقاوم جوعك
وفقرك
وطواحين الهواء البارد
عليك أن تقاوم
ولا تتحدث ولا تساوم
فقط عش ميتًا
ليبقى عندهم بشري يسمونه مواطن..!