أحمد زحام يكتب .. بدأ فاطميا وانتهى صينيا
بي رغبة في الحديث عن فانوس رمضان هربا من الواقع ومشاكله وأحزانه ، عسى أن تكون هناك معلومة يستفيد منها طفل أو دارس أو قاريء عابر مر مرور الكرام على المقال ، وسأنشر هنا جزء من دراسة قمت بها في زمن مضى عن مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم : بجانب تزيين الماذن وشرفات المنازل وواجهات المحلات بالاضواء المتعددة الالوان في رمضان نجد ” فانوس ” رمضان كامتداد لاوامر الخلفاء منذ أكثر من الف عام بالاكثار من المصابيح ، وما زال مرتبطا بإطلالة الشهر الفضيل وفرحة الأطفال .
ارتبط فانوس رمضان بذاكرة الشعوب العربية والإسلامية كأحد المظاهر الشعبية المصاحبة لاستقبال الشهر الفضيل، خاصة من قبل الأطفال، وظل الفانوس بأشكاله وألوانه محتفظا بمكانته منذ عدة قرون مضت، ومن النادر أن تجد بيتا يخلو من هذه الدلالة الاحتفالية بالشهر الكريم.
والفانوس الذي بدأ فاطميا انتهى الآن ليصبح صناعة صينية. ويعود أصل كلمة فانوس إلى اللغة الإغريقية القديمة، والتي تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة. ويذكر الفيروز أبادي في كتابه «القاموس المحيط» أن المعنى الأصلي للفانوس هو «النمام»، ويرجع ذلك إلى ظهور حامله وسط الظلام.
وتواترت القصص التي رويت عن الفانوس، فقد كان الخليفة الفاطمي يخرج للشوارع ليلا ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وقصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضيء الشارع طوال شهر رمضان، فأمر جميع شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
وتطورت صناعة الفوانيس على مر الزمن، حيث شهدت طفرات عديدة في الخامات، فقد كانت تضاء بالشمع، وتتميز بألوانها الجذابة والمصنوعة من الزجاج في صورة نوافذ متلاصقة في إطار الألمنيوم والنحاس وعليها رسومات مزخرفة وباب لإدخال الشمعة التي تستقر على قاعدة معدة لذلك، وتتم إضاءتها فتعكس ألوان الزجاج المزخرف، لكنها تغيرت الآن وحلت محلها أنواع حديثة تستخدم التكنولوجيا الصوتية والضوئية، واختلفت تماما عما كانت عليه لكنها احتفظت بشيء واحد على مدى القرون العديدة وهو إدخال الفرحة على قلوب الصغار.
وتعد الفوانيس من أشهر مظاهر الاحتفالات بشهر رمضان في مصر، وهي كانت من أكثر الدول استيرادا للفوانيس من الصين، حيث يبلغ حجم الفوانيس التي كانت تستوردها مصر سنويا نحو 11 مليون فانوس، وذلك من خلال أربعة مصانع، تقع معظمها في قرية «شانتو» الصينية، وقد انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان لا سيما في دمشق وحلب والقدس وغزة. وتعتبر فوانيس رمضان من الذكريات الهامة وموروث تاريخي في شهر رمضان الكريم عند المصريين بين الصغار والكبار على حد سواء لأنها تكسبهم معلومات تاريخية هامة مثل أنها بدأت مع دخول الفاطميين إلى مصر في القرن الحادي عشر حيث خرج المصريين للتعبير عن فرحتهم حاملين المصابيح المضيئة بقدوم رابع خليفة فاطمي ” المعز لدين الله” إلى القاهرة في أوائل شهر رمضان ومن يومها ويستخدمها الأطفال والكبار للتعبير عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان الكريم و فوانيس رمضان تعلم الأطفال سلوكيات حميدة منها اللعب الجماعي في مجموعات حيث يخرج الأطفال بعد الفطار حاملين الفوانيس حول المنازل يشدون بأغاني رمضان في تابلوهات جماعية جميلة بما يكفي بأن تزرع بداخلهم التعاون وأنهم جزء لا يتجزأ من فريق لعب و يشكل كل طفل عنصر مهم في اللعبة لحثه على الالتزام بقواعد اللعبة حتى تظهر المصابيح بصورة جميلة وتدخل السرور والسعادة على الأطفال .
وقد ظهرت أنواع عديدة للفوانيس فقد كانت في الماضي وما زالت فوانيس الشمع التي تتميز بألوانها الجذابة والمصنوعة من الزجاج في صورة نوافذ متلاصقة في إطار من الألومنيوم والنحاس وعليها رسومات مزخرفة وباب لإدخال الشمعة التي تستقر على قاعدة معدة لذلك ويتم إضاءتها فتعكس ألوان الزجاج المزخرف ولكن يعاب عليها بأنها ضارة لصحة الأطفال وخطرة فقد تم استبدالها الآن بأنواع حديثة وظلت تتطور حتى أصبحت الآن تستخدم التكنولوجيا الصوتية والضوئية واختلفت تماما عما كانت عليه ولكنها احتفظت بإدخال البهجة والسعادة على الأطفال .
أحمد زحام يكتب .. قادرون باختلاف المقاومة وروح التحدي .. وحكاية فرقة إحنا واحد
أحمد زحام يكتب .. المقاومة وروح التحدي في مسرح طفل المعاقين