توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ « 30 يوم » : سلام منقوص

فتح الرئيس الأمريكي الأبواب للسلام في المنطقة، وكان أولها باب فلسطين، ذلك الواقع في قلب الأزمة الشرق أوسطية، ومن بعده باب سوريا، ورحب الجميع بما طرح ترامب، جميع المعنيين بالأمر في البلاد العربية، وأرسلت ردود إيجابية مباشرة، ولكن إسرائيل كان ولا يزال لها رأي آخر، فإسرائيل تثبت كل يوم أنها تريد سلاماً بشروطها، بعيداً عن الحقوق والعدالة الواجب توافرها.

صاحب اقتراح التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين على حل الدولتين، الرئيس الأمريكي، وضع «العصا في العجلة»، وأفشل مسعاه قبل أن يبدأ الخطوة الأولى، ففي نهاية مقترحه بدولة فلسطينية أعطى إسرائيل حق السيطرة على أجزاء من تلك الدولة، وهذا يعني استمرار الاحتلال مع دولة ناقصة الاستقلال والسيادة.

وللهروب من التفاصيل الفلسطينية التي تشمل القدس الشرقية ومستوطنات الضفة، طرح موضوع السلام مع سوريا، مع استمرار الإدارة الأمريكية في تقديم الإغراءات بقرارات تكميلية لتخفيف العقوبات، ورحبت سوريا، ولكن إسرائيل وضعت عراقيل يصعب تجاوزها أمام بوابة السلام المنشود، أعوان نتانياهو أعلنوا عن سلام منقوص، سلام لا يعيد الجولان المحتل منذ 1967، ولا يعيد جبل الشيخ والأراضي التي احتلت مع تغيير النظام في سوريا قبل بضعة أشهر، «ساعر» وزير خارجية إسرائيل قال: «لا تحلموا بالجولان»، و«كاتس» وزير الدفاع وعد بحديقة سلام في الهضبة المغتصبة، وأحد المتحدثين باسم إسرائيل سمعته يقول في إحدى قنواتنا العربية: «إسرائيل لا تتنازل عن أرض حصلت عليها»!

الأبواب بدأت تغلق، والوسيط الكبير لم يقل شيئاً، ربما ينتظر ردات الفعل، وربما يريدها أن تتبلور في «كواليس» صناعة القرار لدى السلطة الفلسطينية وقيادة سوريا الجديدة، فقد يكون بينهم من يقتنع بالمطروح أمامه، ويوقع اتفاقية سلام مرفقة بتنازلات عن أرض لا يملكها!

السلام في المنطقة تقابله الأرض والحقوق، فلا سلام دون إعادة الأراضي المحتلة، ولا سلام دون استرجاع الحقوق المسلوبة، ولا سلام دون تخلي إسرائيل عن فكرها التوسعي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى