كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن طريقة ربانية تطرد الإحباط واليأس وتفتح ما أُغلق في حياتك.
زرع اليقين في القلب
وقال الدكتور عمرو خالد ،في خامس حلقات البرنامج الرمضاني “الفهم عن الله”: إذا أردت أن يحميك الله من الإحباط، واليأس والاكتئاب، فعليك بأن تزرع في قلبك اليقين باسمه الفتاح، والإحسان لأنه باب الفتح.
وإياك أن تفقد الأمل، أو تستسلم للإحباط، وتقع في فخ الاكتئاب، موضحًا أن هذه الثلاثة تشكل مرض العصر، بينما يعمل الإيمان على غرس اليقين بداخلك وحمايتك من هذه الثلاثة.
أوضح خالد، أن هناك فرقًا بين الإحباط واليأس والاكتئاب، إذ الإحباط: إحساس لتوقعات لم تتحقق، لكن ما يجعلك تتألم هو “الشعور”، أما اليأس فإنه تكرار المحاولة بلا نتيجة، ما يضاعف شعور الإحباط، وما يسبب الألم هو الشعور، والاكتئاب: فقدان بعض المعاني في الحياة نتيجة سيطرة الإحباط واليأس على إدارة حياتك، محذرا أن أكبر مشكلة في حياة الإنسان عندما يحول المشاعر الثلاثة إلى حالة شخصية، ويضع نفسه مكانها، فتكون النتيجة: شخص يائس.
أشار خالد أن الإحباط واليأس وشعور الاكتئاب كلها مشاعر وأحاسيس، ليست دائمة بل متغيرة، فدعها تتغير ولا تجعلها جزءًا من شخصيتك باستسلامك لها.
“كل من عليها فان”.. ليس لـ الموت فقط
وفسّر معنى قوله: “كل من عليها فان”، بأنه ليس المقصود الموت فقط، “فلا ألم يستمر، ولا مصيبة تستمر، ولا مأساة تستمر، الكل سيفنى.. اهدأ.. قاوم.. لاتستسلم.. كل شيء سيتغير.. كله يفنى: “لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم”.
وأكد خالد أن “الحل علميًا، يتمثل في وجود اعتقاد ثابت أقوى من المشاعر المتغيرة، لا حل إلّا في اعتقاد قوي يلغي تأثير المشاعر الزائرة، هذا الاعتقاد هو اليقين في شيء كبير أقوى من المشاعر المخيفة.
اسم عجيب من أسماء الله يزيل إحباطك ويأسك
ذكر خالد أنّ الاسلام يعطي مقاومة رهيبة باليقين في اسم الله الفتّاح، فيرفع الإحباط واليأس، ويفتح كل ما هو مغلق في حياتك، ولولا سرعة الفتح بعد طول الإغلاق لما عرفت الفتّاح.
وأوضح خالد أن المعنى الأول للفتّاح: “الذي يفتح لك ما أغلق في ماضيك”، وهناك معنى آخر له: “الذي يفتح لك كل ما هو مجهول في المستقبل، “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ”.
لكنه بيّن أن هناك شرطًا أن تستمر في العمل والإحسان حتى يحصل الفتح، موضحًا أن الفتح لا يأتي بعد المأساة، الفتح جزء من المأساة، يُصنع الفتح أثناء المأساة.
وحث خالد على الدعاء كل يوم في رمضان باسم الله الفتاح والتسبيح باسم الله الفتاح، اجعله ورد الذكر والدعاء خلال هذا الشهر، وانتظر فتحًا عجيبًا.
ووصف خالد، الإحسان بأنه “باب الفتح، لأنه في حقيقته عبارة عن مجموعة تجارب فاشلة، والفشل هو أعظم صديق لك لأنك تتعلم منه، حتى تصل للإحسان.
النجاح حصيلة مجموعة تجارب فاشلة
وقال: “النجاح هو مجموعة التجارب الفاشلة المحسنة، كل المبدعين في الحقيقة فشلوا كثيرًا واستمروا في المحاولات، أما غيرهم فأحبط وتوقف”.
واختتم خالد بذكر القاعدة الخامسة، وهي: “الإحباط واليأس مشاعر زائرة وليست دائمة، فإذا أراد أن يحميك منها فعل معك أمرين: زرع في قلبك اليقين باسمه الفتاح، وأطال نفسَك لتستمر في السعي بإحسان حتى تتحول مأساتك إلى فتح كبير”.