أحمد طه يكتب .. انتقلت إلى رحمة الله كلمة ” عيب “
– المرحومة ( عيب ) ، كانت قائدة ورائدة فـي زمن الآباء والأجــداد ..
– حَكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة ..
– تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والأباء ..
– لقد تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة فـي أحرف معدودة ..
– تحياتي لأكاديمية (عيب) التي خرَّجَتْ زوجات صابرات ، وصنعن مجتمعات الذوق والاحترام ، وتخرَّج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قـادة فـي الشهامة والرجولة !!!
– أبجديات [عيب] جامعة فـي حد ذاتها ، وحروفها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف ..
– بحروفك يا كلمة (عيب) فعلتِ الأعاجيب :
– قدَّر الصغير الكبير، واحترم الجار جاره ، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق ..
– كان الأب يقف، ويقول عيب :
هـذاعمك ، هـذا خالك ، هـذا جارك ، سَلِّم ، سامح ، صافح…
– كان يقال للبنت : (عيب ) لا ترفعي صوتك ، عيب لا تلبسي كذا ، فتربّت البنات على الحشمة والستر والحياء والأدب ..
– وتربى الشباب على غض البصر ، عيب لاتنظر للنساء ، ولا ترفع صوتك في وجه أستاذك ، لاتهزأ من المُسنين .
– وتربى الصِغار على عيب لاتنقلوا سِر الجار والدّار ..
– لاتسأل صديقك : ما دينك؟ ماطائفتك؟
– (عيب) كانت منبراً وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة ، لم يكونوا خطباء ولادعاة أو مُفتين ، وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم الرذيلة..
– كلمة (عيب ) ثُـرْنَـا عليها ذات يوم عندما قلنا عَلَّمُونا العيب قبل (الحرام)
وتمردنا عليها ظناً منا أننا سنعلم الجيل بطريقة أفضل ..
فأخذنا الحرام سيفا من دون عيب ..
– فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة (عيب) ولا شقيقتها الكبرى “حرام” فـي التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير
(وإن شئت فقل : التزوير) المستمر فـي العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة عيب ، وانتهت من قاموس التربية ..
– إنا لله و إنا إليه راجعون ..
تحياتي من القلب للمرحومة كلمة (عيب) ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة واحدة يبنون بها أجيالاً تعرف الأدب والتقدير والاحترام فـي الوقت الذي أخفقت محاولاتنا بكل أبجديات التربية الحديثة والمتطورة ..