كُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب .. قمة النجوم وأنصافها

أصداء خسارة الزمالك أمام الأهلى فى نهائى كأس مصر تلقى بظلالها على جماهير ومسئولى الناديين رغم مرور أيام على إسدال الستار عليها.

وخسارة الأهلى أمام البنك الأهلى لا يجب الوقوف أمامها كثيرًا، لأن الأحمر قادر على العودة سريعا بشخصية وجودة لاعبيه، رغم التراجع الفنى مؤخرًا، لكن سقوط الأبيض للمرة الثانية على التوالى وأمام الجونة كاشف عن المرض المزمن «جودة اللاعبين»، مثال بسيط تابع دفاع الزمالك الرباعى فى الأهداف الثلاثة أمام الجونة وخاصة قلبى الدفاع محمود علاء فى منتصف ملعب المنافس والكرة مرتدة، وتغطية عمر جابر..!

وعودة للقمة وإن لم تقدم لنا القمة الكروية المعروفة أيام الزمن الجميل، جعلت الجميع فى مصر وخارجها يشتم رائحة عطرها حتى فى ذبولها، ويُمنون النفس فى تجدد سحرها الذى خطف قلوب الملايين من العرب وعشاق الناديين بمختلف دول العالم، وهى «بطولتان فى بطولة»

إدارة الزمالك كانت تعول على لقاء الأهلى كمحطة لكسر انتصارات المنافس وشحن بطاريات استعادة البطولات وفتح صفحة جديدة.. وبدا طى الصفحة القديمة يحتاج لوقت ودراسة وعين خبيرة!

ورغم أن الإدارة بذلت مجهودًا كبيرًا الفترة الأخيرة لترميم صفوف الفريق وبقت الحاجة مهمة لنوعية اللاعبين وليس الكم، وهى أزمة تواجه ناديا مثل الزمالك لوجود تحديات، ولو توفرت المادة لشراء لاعبين، فأين هو اللاعب «السوبر» بمعنى الكلمة الذى يصنع الفارق خاصة فى مباريات العيار الثقيل والبطولات بعيدًا عن محك مواجهة فريق فى منتتصف جدول الدورى أو مؤخرته، ويظهر أنصاف النجوم يصولون ويجولون ويصنعون نجوميتهم فى محك خارج التقييم والمفاضلة.

الأساطير والنجوم الحقيقيون يظهرون فى مواجهة الكبار دون الصغار وعطاؤهم ممتد لسنوات ويظهرون وقت الصعاب فى التهديف والأداء وصنع الفارق، قد يكون منحوسا فى يوم «ما» لكن مواهبهم وماكيناتهم التهديفية تعاود للتهديف سريعًا.

ويزيد من التحديات أمام الإدارة وجود العين الخبيرة الفنية لضم هذا اللاعب وهل مقوماته كلاعب سينسجم سريعًا من عدمه.

والتحدى الأكبر، قد تملك 4 أو 5 لاعبين فى خطوط مختلفة خاصة رأس الحربة «ماكينة التهديف» ولكنه لا يجد من «يموله» ويضعه أمام الحارس المنافس وجهًا لوجه فى «أسيست قاتل» أو عرضية ليهز الشباك بالرأس أو القدم بعد أن وظّف المهاجم موهبته فى اختيار الزمان والمكان المناسبين لهز الشباك.

وعطفًا على هذا التحدى، قد تملك كل العناصر من «فلوس» ولاعبين «صنّاع الفارق» لكن فى مواجهات المنافس التقليدى يشعرون بالتدنى فيصبح الحاجز النفسى رأس الحربة للخسارة، رغم أن المنافس دون مستواه لكنه مع ذلك يشعرك كمنافس له أنّك الأقل فى الندية والبطولات والمواجهات!

ويزيد الطين بلّة عندما لايكون للإدارة أو المدرب «رفاهية الوقت» حتى يستعيد هذا اللاعب توازنه ويحقق الطفرات بسبب الضغوط المتتالية.

نادى الزمالك «إدارة ولاعبين» يحتاج لترتيب البيت إداريا وفنيا ونفسيًا، وعلى الجماهير منحها الوقت، حتى يتم تركيب تروس الماكينات فى مواقعها المناسبة، ويحدث الانسجام وتتحرك وتنتج دون أزمات فنية وإدارية ونفسية، لكن دائمًا بدايات أى نجاح «أن تضع قدمك فى أول الطريق الصحيح».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى