معنا في رمضان .. كل يوم فتوى (3)
تسأل .. ماحكم من يصوم ويؤدي بعض العبادات ولكنه لا يُصلي، فهل يقبل صومه وعبادته؟
الرد:
تارك الصلاة عمدًا يكفر بذلك كفرًا أكبر، وبذلك لا يصح صومه ولا بقية عباداته حتى يتوب إلى الله سبحانه؛ لقول الله ” وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” الأنعام:88″ وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث.
ومعنى “حبط عمله” أي : بَطَلَ ولم ينتفع به ، فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ، فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشيء ، ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ .
وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه لا يُكفر بذلك كفرًا أكبر، ولا يُبطل صومه ولا عبادته إذا كان مقرًا بالوجوب،أي أن الصلاة واجبة ولكنه ترك الصلاة تساهلًا وكسلًا.
والصحيح: القول الأول، وهو أنه يكفر بتركها كفرا أكبر إذا كان عامدًا ولو أقر بالوجوب، لأدلة كثيرة، منها:
قول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة خرجه مسلم في صحيحه، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
ولقوله صل الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح، من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي.
رأي الشيخ ابن عثيمين :
وسئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام عن حكم صيام تارك الصلاة ؟
فأجاب :
تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه ، لأن تارك الصلاة كافر مرتد ، لقوله تعالى : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) التوبة/11.
ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ ) رواه مسلم (82).
ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2621) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
رأي ابن القيم:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث في كتابه الصلاة : ” والذي يظهر في الحديث ؛ أن الترك نوعان : تركٌ كلي لا يصليها أبداً، فهذا يحبط العمل جميعُـه، وتركٌ معين في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عمل ذلك اليومِ ، فالحبوطُ العام في مقابلةِ التركِ العامِ ، والحبوطُ المعين في مقابلةِ التركِ المعينِ.. والله تعالى أعلى وأعلم…