المغربية سلوى الكنياري تكتب .. الذكاء الاصطناعي ومواجهة غضب الطبيعة
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحمل بعض الآثار السلبية إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح، فقد يؤدي التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي إلى فقدان فرص العمل للبشر في بعض الصناعات، ويثير تساؤلات حول التوازن بين التكنولوجيا والوظائف البشرية.
كما يمكن أن تثير بعض التطبيقات الخاطئة للذكاء الاصطناعي مخاوف من الاستخدام غير الأخلاقي، مثل الاختراقات الأمنية وانتهاكات الخصوصية.
ومع ذلك، بإدارة وتنظيم مناسبين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم العديد من الفوائد للبشرية في مجالات مثل الطب والتعليم والاقتصاد والبيئة.
الاستفادة بالذكاء الاصطناعي في الهندسة والزراعة
ويُعد الذكاء الاصطناعي أحد التقنيات الناشئة الرئيسية التي تم استكشافها في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لأفضل 10 تقنيات ناشئة مؤخرا.
وينظر التقرير على وجه التحديد إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي – وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي ينشئ المحتوى بما في ذلك النصوص والصور وبرمجة الكمبيوتر، وحيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في المستقبل في سياقات مثل تصميم الأدوية والهندسة المعمارية وملحقاتها.
وفي الإمكان، استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الزراعة وتقليل تأثيرها البيئي من خلال معالجة البيانات من أجهزة الاستشعار الموضوعة على المحاصيل.
و أيضًا استخدام التقنيات، بما في ذلك وقود الطيران المستدام، للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية مثل أزمة المناخ، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الابتكار، كما يشير المؤلفون باعتبارها واحدة من أصعب التحديات التي يواجهها العالم، تُعد مكافحة تغير المناخ مجالًا آخر يتمتع فيه الذكاء الاصطناعي بإمكانات تحويلية.
وتستطيع النماذج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن توفر أنظمة إنذار مبكر لتنبيه المجتمعات حول الكوارث الوشيكة، و تحسين كفاءة وموثوقية أنظمة الطاقة المتجددة من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تتنبأ بالطلب على الطاقة وتحسن عمليات الشبكة.
الذكاء الاصطناعي ومعالجة تغير المناخ ” غضب الطبيعة”
و يساعد الذكاء الاصطناعي بالفعل في معالجة تغير المناخ أو مايسمى بـ غضب الطبيعة منها: إعادة تشجير التلال في البرازيل باستخدام الطائرات من دون طيار، و التنبؤ بالكوارث المناخية، ومساعدة المجتمعات في أفريقيا المعرضة لتغيرات مناخية و إعادة تدوير المزيد من النفايات ، وتنظيف المحيط ، ومعرفة أين وبأي سرعة ذوبان الجبال الجليدية، و رسم خرائط إزالة الغابات ، ومساعدة الصناعة في إزالة الكربون، و قائمة أمنيات لأدوات المناخ الخاصة بالذكاء الاصطناعي، و التحقق من الأمراض الاستوائية وأيضا تصميم المباني المقاومة للأعاصير وخلافه.
4 مليارات في مهب الريح بسبب تغير المناخ
وأكدت دراسات أنّ ما يقرب من 4 مليارات شخص بالفعل يعيشون في مناطق معرضة بشدة لتغير المناخ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى حوالي 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا بين عامي 2030 و2050، بسبب نقص التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري وحده.
وفي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 الذي عُقد في دبي نهاية العام الماضي، قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: من خلال العمل معًا وتسخير التكنولوجيا واتخاذ خطوات جريئة نحو عالم جديد أفضل وأكثر استدامة، سننجح في ترويض تغير المناخ.
وقال عمر سلطان ، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في دولة الإمارات العربية المتحدة: إننا نشهد أدلة متزايدة على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة لا تقدر بثمن في معالجة تغير المناخ، وفي حين أننا لا نزال مدركين للتحديات والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، فإن التحدي الكبير للابتكار يعد خطوة واعدة إلى الأمام في تسخير قوة الذكاء الاصطناعي وتمكين المبتكرين في البلدان النامية.