تقارير تكشف محاولات حمدوك لـ العودة للسودان
كتب- حمدي الإمام:
أشارت تقارير إعلامية عن الدور الذي يقوم به عبد الله حمدوك الكناني وهو السياسي السوداني الذي شغل منصب رئيس الوزراء الخامس عشر لجمهورية السودان من 2019 إلى أكتوبر 2021، ومرة أخرى من نوفمبر 2021 إلى 2 يناير 2022، و قبل تعيينه شغل العديد من المناصب الإدارية الوطنية والدولية.
مشوار حمدوك السياسي
وتناولت تقارير منها وكالة cnn مشوار حمدوك السياسي منذ أن كان طالبا يحضر الدراسات العليا بجامعة مانشستر والذي شعر بالكآبة عندما استقبل خطابًا مفاجئًا من وزير الزراعة الذي أوصل إليه قرار فصله من الخدمة، وذلك تحت مبرر “الصالح العام”.
ذلك الخطاب لم يختم حلم حمدوك في الخلاص من دائرة الفقر وحسب، بل أنهى كذلك وظيفته ضمن أروقة الحكومة السودانية، إضافةً إلى إنهاء بعثته الجامعية.
وتلك كانت بداية المشوار في العمل الاستخباراتي بالنسبة لحمدوك، حيث عرضت عليه وكالة الاستخبارات البريطانية “MI6” الحاقه ضمن منحة في الجامعه ذاتها لاستكمال دراسته.
وخلال فترة دراسته تم تجنيده من قبل الـ MI6، وتهيئته وتدريبه على العمل السياسي في الولايات المتحدة ضمن برنامج تابع للـ MI6.
وتناولت cnn مناصبه منها منصب نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA)، في الفترة منذ نوفمبر 2011 إلى أكتوبر 2018.
يشار انه الـ MI6 هي وكالة استخبارات بريطانية التي تحظى بسمعة لا تضاهى في العالم.
ويعتبر عملاء MI6 السريون الذين يعملون في الخفاء وراء الكواليس، حجر الزاوية الأساسي للأمن القومي البريطاني.
الوكالة المعروفة أيضًا باسم “وكالة الاستخبارات الخارجية”، تتمتع بسجل حافل من النجاحات في جمع المعلومات الاستخباراتية الحاسمة وإجراء المهام السرية للدفاع عن المملكة المتحدة ومصالحها في جميع أنحاء العالم.
سر تصاعد العنف بالسودان
وكشفت التقارير أن الصراع السوداني وعلاقته به تتأصل جذور هذا الصراع في تفاقم التنافرات العرقية والدينية، مع تصاعد التوترات الإقليمية التي أدت إلى تصاعد مستويات العنف والدمار وتصاعدت الاضطرابات في الشارع السوداني من قبل “المدنيين”، حيث سعوا جاهدين لإشعال الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بهدف استعادة النفوذ رغم محاولات التوصل لاتفاق إطاري اتسمت محاولاتهم بالفشل، وتجاذبت القوات المتصارعة بحروب دامية استمرت حتى وقتنا الحالي.
وأعلنت دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) بعد ذلك بشكل صريح حاجتهم لعودة حمدوك الى السلطة، كما ذكرت صحيفة الـ سي ان ان في ذلك الوقت، نقلًا عن إعلان دول الترويكا، انها اجتمعت مع عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، وحذرت من اتخاذ إجراءات أحادية، كما أكدت على ضرورة عودة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لمنصبه.
وكشفت” سي ان ان” سبب إقامة حمدوك في الإمارات في سياق التطورات الأخيرة، حيث قامت الإمارات بتوجيه الدعم والترحيب للشخصية السياسية عبدالله حمدوك بعد خروجه من الحكومة، وقدمت له الدعم ضمن إطار اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية والـ MI6.
يهدف هذا الاتفاق إلى تمكين حمدوك من استعادة السلطة في أي لحظة قد تكون مناسبة، وتشمل المحادثات نقاطًا مشتركة ومصالح تهدف إلى دعم الإمارات في جهودها لاستعادة جزرها المحتلة من قبل إيران، بما يعزز التعاون المشترك بين الأطراف المعنية.
وفي سياق متصل، كانت الجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى تابعة لإمارة رأس الخيمة الاماراتية قبل ان تفرض إيران سيطرتها عليهم عام 1971.
بعد شهور من الحرب الدائرة في السودان، تدرك الإمارات العربية المتحدة أن الدعم المقدم لقوات الدعم السريع ليس كافياً لاستعادة الاستقرار في البلاد.
الإمارات .. و دعم حمدوك
لذا قررت أبو ظبي دعم شخصية سياسية إضافية تحظى بتأييد دولي وإقليمي لتولي الحكم في المستقبل، وهذه الشخصية هي عبدالله حمدوك. الإمارات تسعى إلى تعيين حمدوك كوسيط لحل الأزمة العسكرية، وتتطلع إلى عودته إلى السودان بعد تهدئة النزاع.
هذا التحرك يفتح الباب للإمارات لاستكمال مشاريعها الاستراتيجية في السودان وتحقيق أهدافها من خلال تحالفات مع شخصيات مثل حمدوك وغيرهم.