كُتّاب وآراء

أحمد زحام يكتب .. قادرون باختلاف المقاومة وروح التحدي .. وحكاية فرقة إحنا واحد

منذ أيام قليلة كانت هناك احتفالية قادرون باختلاف لذوي الاحتياجات الخاصة والتي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعيد وتجدد أهمية الاهتمام بهذه الفئة من جسد المجتمع، ويخرجهم مرة أخرى من الهامش ويعيدهة إلى بؤرة الاهتمام، لذا؛ كان علينا استكمال المبادرات الخاصة بهم، وإلقاء الضوء عليهم، وها نحن نكمل حكاية فرقة مسرحية إحنا واحد للفنون المسرحية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وما شابها من تحديات حتى الآن.

واشتمل عرض كمان زغلول العرض الأول على أطفال معاقين إعاقات ذهنية وبدنية وأطفال مكفوفين، وأطفال من الصم والبكم وأقزام ، وهناك عوامل كثيرة ساعدتنا على تحقيق هذا الحلم داخل النص المسرحي ، مع بدء رحلة التحدي مابين الواقع والفانتازيا .

رأى المخرج أن تكون عناصر العمل من المكفوفين ورفض فكرة أن يقوم الممثلون المبصرون بهذه الأدوار فكان زغلول وهو بطل المسرحية الذي لا يغادرها من ( الأوفرتيره ) أول مشهد حتى ( الفيناله ) النهاية كفيفا ، أيضا العصافير ، ورجل البريد الطيب ، والذين يقومون بتركيب عروسة عمارة الشريعي على المسرح ، والفرقة المسرحية كلهم من الإعاقة البصرية ، ودمجهم مع الأصحاء ( البجعة ) ، ( الأم ) ، ( إبنة الخال هبة ) ، وتم طباعة النص المسرحي بطريقة برايل وتوزيعه على المشاركين في المسرحية من المكفوفين .

بدأت رحلة التغيير في النص المسرحي عند التطبيق ( التنفيذ ) في المرحلة الثانية من العمل طبقا لامكانيات الممثلين والشخصيات المضافة .

بالنسبة للاستعراضات أصر المخرج الاستعانة بالإعاقة السمعية ، وتم الاتصال بإحدى المؤسسات التي رحبوا بفكرة إشراك أبناءهم في العرض المسرحي وجاءوا ومعهم مترجم الاشارات الخاص بهم ، وواجه المخرج مشكلة الدمج بين الإعاقتين ، فلم يكن يطيقون فكرة التعامل مع بعضهم البعض ، وخلال التدريبات المشتركة أصبح أصحاب الإعاقة السمعية هم العصا البيضاء للإعاقة البصرية وأصبح بينهم لغة خاصة للتعارف على المسرح وخارجه .

وبدأت بؤرة الضوء تتسع في المرحلة الثالثة لتشمل إضافات جديدة في النص ، فلا أحد طلب الإنضمام إلى الفرقة إلا واستجاب له المخرج وأوجد له مكانا ودورا في المسرحية وتم تكوين فرقة ( إحنا واحد للفنون المسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة ) التي تم اعتمادها مستقبلا ، فدخلت الاعاقة الذهنية ثم القزم ، وتم توظيف الإعاقة الذهنية في الإستعراضات والقزمة لعبت دور الضفدعة وفي المرحلة الرابعة تم إضافة الإعاقة الحركية .

وأصبح لدينا في المسرحية أكثر من زغلول ، زغلول ( الاعاقة البصرية ) ، زغلول( الإعاقة السمعية ) ، زغلول ( الاعاقة الحركية ) وهنا حققنا صراحة ما أراده مسمى النص ضمنا ، كمان زغلول والذي يعني باللغة العربية آلة الكمنجة التي كان يحلم بها زغلول وتفوق في عزفها بالتحدي وحقق حلمه ، وكمان زغلول باللغة العامية التي تعني أن هناك أكثر من زغلول .
كما لعبت أمهات الإعاقات المختلفة دورا هاما في تطبيق هذا النص على المسرح ، وقام المخرج بالاستعانة بهم في الإدارة المسرحية ، فأصبحوا نسيجا واحدا مع أبنائهم في العملية الدرامية .

وكانت هذه بداية أردنا فيها أن نعلن للجمهور والمشاركين فى العرض أن الإعاقة لا تحجب الموهبة، وأن بإمكان البشر التغلب على مشاكلهم والاندماج فى عمل واحد يزيل الفوارق بين المعاقين وغير المعاقين.

وحصلت الفرقة بعرضها الأول على الجائزة الأولى في المسرح ملتقى اولادنا الثاني الدولي ، وجائزة محمد صبحي ،
وقدموا عرضهم الثاني سندريلا المصرية التي قدمت بنظام الدمج في الشخصيات الرئيسية بنظام التبادل للدور الواحد بين الاصحاء والمعاقين ، وحصلوا على المركز الأول تمثيل مناصفة أولاد ، ومركز أول مناصفة بنات ، وشهادات للمركز الثاني ، وأفضل إنتاج في المهرجان القومي للمسرح المصري ، وتوقفت الحياة للفرقة مع تعقيدات ادارية مختلفة من أهمها فقدان المكان ، حتى جاء عرضها الأخير السفينة ( هجرة شجرة ) الذي جاء مواكبا لقضيتي المناخ ، والهجرة الغير شرعية .
وقد اكتشفنا فى النهاية أن الإعاقة ليست مانعا من الاندماج، وأن الفن لا يتعارض مع الأهداف الإجتماعية إذا أحسنا تقدير الأمور وعرفنا كيف نعدل أساليبنا ونستجيب للحاجات والظروف المتغيرة، وأن نضع الإنسان فوق كل اعتبار .

ونؤكد على ان فرقه احنا واحد بتجربتها الجديده فى حاجه الى دعمها لتفعيل تجربتها من خلال الاهتمام بها وتوفير مقر خاص بالفرقه لاجراء التدريبات وعرض عروضها بعد إغلاق قصر ثقافة الريحاني ، ، بالاضافه إلى توفير مكافآت شهريه تشجيعية لأعضاء الفرقة من الاعاقات المختلفة كما ورد في قرار الاعتماد تعينهم على توفير اجرة المواصلات من وإلى الفرقة ليحيوا حياه كريمه بشكل إنسانى لائق تقديرا لجهودهم العظيمة لتحدى إعاقتهم ، نشير الى ان مجموع عدد الفرقه من الاعاقات المختلفة 45 بالاضافه الى 16 متطوع من أمهات الفريق يمثلون فريق العمل المصاحب للفرقة ، اى أن عدد الفرقة كاملا 61 عضوا .
وستظل الإرادة قائمة لأنهم قادرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى