صبري حافظ يكتب .. ” لافتة ” الترجي.. والدوري المصري
أشعلت لافتة ” مُشينة” رفعتها جماهير نادي الترجي التونسي خلال مباراة فريقها أمام منافسه النجم الساحلي الأحد الماضي في الجولة الخامسة دور الـ”مجموعات” بدوري الأبطال الأفريقي لكرة القدم، فتنة بين جماهير ناديين من أعرق الأندية التونسية والعربية خاصة المتحفزين من الفريقين.
لافتة جرحت جماهير مُمثل مدينة سوسة وضواحيها ” جوهرة الساحل” التي تتنفس كرة قدم ،ورسمت الأزمة بصماتها على المسئولين وجماهير الكرة التونسية وبالتأكيد على مسؤولي نادي الترجي نفسه وأغلب جماهير باب سويقة.
ولم تجد إدارة النادي الساحلي سوى تقديم احتجاج ضد نادي الترجي ومطالبة مسؤوليه باعتذار يتناسب مع الحدث، وفي الوقت ذاته تقديم شكوى للاتحاد الأفريقي ” كاف” احتجاجًا على هذه اللافتة والتي أثرت سلبًا في نفوس لاعبيه قبل المباراة وأثنائها، ولم يستبعد بعض مسؤولي النادي انعكاسها السلبي على لاعبي النجم وإحداث هزة تسببت في الخسارة بهدفين نظيفين وتوديع النجم لدوري الأبطال مبكرًا، بينما أنعش الفوز آمال الترجي ووضع قدمًا في ربع النهائي.
درس اللافتة ” المُشينة” بملعب رادس وسط العاصمة التونسية معقل نادي” المكشخة” و جماهيره، جرس إنذار للجماهير الكروية في مصر لاسيما ناديي الأهلي والزمالك نظرًا لقوة المنافسة والحساسية بين الناديين.
ولافتة شبيهة في مدرجات الأهلي قبل 12 عاما اعتبرتها جماهير النادي المصري البورسعيدي إهانة لها ولكل المدينة الباسلة، فكانت مذبحة لجماهير الأهلي في 1 فبراير 2012 راح ضحيتها 74 متفرجًا ومئات المصابين في أكبر كارثة رياضية في مصر.
والجماهير في مصر تعاني منذ مذبحة بورسعيد إذ تحجم حضورها للمباريات بعد أحداث استادي المصري والدفاع الجوي، إلّا أن الشروط الانضباطية ضد من يحاول الخروج عن النص مُهم سواء كانت لافتة أو لفظا خارجا وخلافه، و تغليظ العقوبات يجعل أي متهور يفكر ألف مرة قبل الإقدام على تهوره وما تخلفه من أزمات يصعب التعافى منها.
والقلق في تونس من رد فعل قاسِ من جماهير النجم، وفي مصر من تكرار ثانِ لـ” الافتة” الدامية و توابعها – لاقدر الله- مع نية رابطة الأندية المصرية زيادة عدد الجماهير إلى 50 ألف متفرج في مباريات الدوري بعد طلب حسام حسن مدرب المنتخب بهدف رفع الجاهزية والحماس مع الحضور الجماهيري الكبير.
وخطوة جيدة لإدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب في تبنى التقارب والتواصل مع المنافس التقليدي الأهلي والتوجه الجديد يُرسخ المبادئ الرياضية في منافسات تعكس رؤية حضارية ووعي” إدارة وجماهير” الناديين.
هذه الزيارات المتبادلة بين قيادات قطبي الكرة المصرية تحتاج أن تتكرر بين فترة وأخرى مع اشتعال المنافسة وزيادة الأخطاء التنظيمية والتحكيمية والتي تشِي بمؤامرات وروح عدائية.
تجدد الزيارات، مناعة ضد فيروسات العداء والعدوانية، وحائط صد، وتعزيز مكانة قيادات الأندية كـ قدوة ومثل للجماهير بنبذ التعصب، وعزل من يحاول إشعال الفتن، والجماهير دومًا في حاجة لمن يُذكرها بحكم الضغوط ودخول مندسين وراغبين في زعزعة الاستقرار والأمن.
إدارة الترجي بعراقته وتاريخه عليها ألّا تكتفي باعتذار وإنما القيام بزيارة لـ جارها البعيد الساحلي لـ تُضمد الجراح، وتُجبر الخواطر ،وتزيل الاحتقان، وتمنع التفلت من المنفلتين.!