أحمد زحام يكتب .. المقاومة وروح التحدي في مسرح طفل المعاقين
فرقة إحنا واحد للفنون المسرحية لذوي الإحتياجات الخاصة نموذجا
كانت البداية ورشة فنية أقيمت من الأطفال المكفوفين. وقد أردنا فى هذه الورشة أن تستغل النزوع الطبيعي لدى الأطفال على اختلاف ظروفهم، وأن تحرضهم على تحدى إعاقتهم وتنمية قدراتهم اليدوية والذهنية والاندماج في المجتمع، ومشاركة الأطفال الأسوياء كل أوجه النشاط ، فأنشأنا فرقة ( إحنا واحد ) بمسرح قصر ثقافة الريحاني .
كان الطريق صعبا بقدر ما كان ممتعا وكان من الطبيعي أن تتواصل مع إخوة الأطفال المعاقين الذين شاركوا في كسر جدار العزلة الذي كان واضحا فى البداية عند تعاملها مع أخوتهم وأول درس تعلمته من هذه التجربة أن الاحتكاك المباشر بهؤلاء الأطفال هو الطريق الوحيد إلى فهمهم والتواصل معهم واكتشاف مواهبهم.
وفى هذه التجربة لم تكن تبحث سوى عن التحدي ، كنا نبحث عن شيء بسيط هو روح الطفولة التى تجمع بين أطفال من مختلف الأعمار والفئات العقلية ذات الاعاقات المختلفة والبيئات الاجتماعية.
وقد اكتشفنا أن هذه الروح موجودة لدى الجميع الصغار والكبار الأسوياء والمعاقين هذه البراءة العذبة الممزوجة بالحب والرغبة فى المعرفة والاكتشاف.
وبعد العمل المتواصل فى هذه الورشة المسرحية اختفت الفروق وتحقق الاندماج الكامل واكتشف الجميع ان هذه الروح التى تمثلت فى العرض الذى قدمه الأطفال على بعنوان ” كمان زغلول ” إخراج مدرب الفرقة محمد فؤاد ، الذي استطاع أن ينشأ حالة من الألفة بين أعضاء الفريق وأسرهم .
ولكن يبقى السؤال: كيف نكتشف مواهب هؤلاء الأطفال المعاقين وأخوتهم وزملائهم العاديين؟
هناك عدة خطوات يجب أن تتبع فى هذا المجال وأولها فهم طبيعة الإعاقات التى نتعامل معها، والفروق الموجودة بين الأطفال المعاقين. ثم تأتى الخطوة الثانية وهى إقناع الطفل بقدرته على مشاركة الآخرين، وتقوية ثقته بنفسه، وتقبل إعاقته وهنا كان وجود أخوة الطفل المعاق واكتشاف مواهبهم جزءا مهما من خلال الحوار معهم وقد اكتشف فريق العمل أن هؤلاء الأطفال من أخوة الطفل المعاق فى البداية كانوا محتاجين للدعم النفسي .
وكان علينا عمل حوار مع الأطفال المعاقين وأمهاتهم فى جلسات متتابعة نكسب فيها مودتهم ونشجعهم على دخول التجربة والكشف عن مواهبهم دون خجل أو خوف ثم تأتى الخطوة الثالثة وفيها ينمون هذه المواهب التى كشف عنها الأطفال، وذلك عن طريق العمل والتجارب التى تختلف باختلاف الموهبة فهناك التدريبات الرياضية التى تؤدى بمصاحبة الموسيقى، والتدريبات الصوتية والتمثيل بالإيماءات والحركة الجسدية والرقص والمشاركة في صنع الديكور ، وظلوا يقومون مع الأطفال بهذه التمرينات حتى يضعونهم على أول الطريق الذى سيواصلون السير فيه للقيام به، وهو الكشف عن مواهب المعاقين وإعادة تأهيلهم وإدماجهم فى المجتمع وذلك عن طريق الحوار معهم فى جلسات متابعة نكسب فيها مودتهم ونشجعهم على دخول التجربة، والكشف عن مواهبهم دون خجل. وهذا ما تحقق فى العرض الأول الذى تم تقديمه .
كان هناك نص مسرحي جاهز مسرحية ( كمان زغلول ) ، فتم عقد عدة جلسات مع المخرج وكاتب الأشعار ، وصانع الألحان ، ومعهم الكاتب المسرحي وبدأنا العمل.
جلسات تكاد تكون يومية كانت كل جلسة تستمر ساعات ، وكانوا يعملون خمسة أيام في الأسبوع لمدة عامين تخللها فترات توقف إدارية انتهى بتقديم العرض المسرحي .
وللمقال بقية ….