وصف السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للعلاقات الخارجية، حدود مصر التي تحيطها ظروف غير طبيعية بحكم جغرافيتها السياسية
قال العرابي، إن مصر تعيش في حدود من نار بإقليم مضطرب في عالم أهوج، في إشارة لأوضاع مصر على حدودها الجنوبية والغربية والشرقية حيث الاضطرابات تسيطر على جيران مصر وتلامس حدودها في السودان وليبيا والحرب الإسرائيلية على غزة.
عالم مختلف.. وصعوبة التخطيط لـ السياسة الخارجية
وزاد الطين بِلّه أن العالم بات مغايرا في توجهاته وسياسيه، وغلبت المصالح والتكتلات على المبادئ الأخلاقية والقيم ،وهو ما يضع أعباء ضخمة على السياسة الخارجية المصرية.
جاء ذلك خلال مشاركة السفير العرابي في المائدة المستديرة الثانية للمؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، تحت عنوان “دوائر السياسة الخارجية المصرية: الآمال والتحديات” والتي تحدث خلالها كذلك السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وآن سكو نائب سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.. وأدار المائدة المستديرة الدكتور صفي الدين خربوش أستاذ العلوم السياسية.
وقال السفير محمد العرابي، إن شكل العلاقات الدولية اختلف إلى حد كبير، فمنذ انهيار سور برلين عام 1989 كانت وحدة القياس للتحولات الدولية الحادة تستغرق عشر سنوات ثم أصبحت تستغرق سنة ثم شهراً، فمنذ أزمة كورونا عام 2020، شهدنا كذلك الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ثم أحداث السودان وغزة، وهكذا أصبحت الأحداث متلاحقة وهو ما يظهر صعوبة الأوضاع الاستراتيجية للدولة المصرية وصعوبة التخطيط الاستراتيجي للسياسة الخارجية لمصر.
وأضاف إن مصر استطاعت أن تعبر كل هذه المصاعب بثبات، وأن تعمل بكفاءة واضحة في مواجهة هذه التحديات.. مشيرا إلى أن بعض الدول تحاول السير في طريق مصر في تعاملها مع القضايا الكبيرة.
المبادئ الأخلاقية.. والمصالح الاقتصادية
وأشار إلى أن مصر استطاعت أيضا أن تحقق توازنا بين المبادئ الأخلاقية والمصالح الاقتصادية خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث نجحت مصر في الإبقاء على علاقات ناجحة مع كل من روسيا وأوكرانيا.