أحمد زحام يكتب .. محمد صلاح صانع البهجة
منذ بطولة الأمم الأفريقية التي أجريت في كوتوفوار، ولا سيرة لديهم إلا سيرة محمد صلاح، أفزعني تلك الكمية الهائلة من الهجوم عليه بعد إصابته من كل مكان، فقد أعلن الجميع الحرب عليه، في القنوات الرياضية، وعلى السوشيال ميديا، على المقاهي، وفي النوادي، ووسائل المواصلات من أتوبيس ومترو، وميكروباص، حتى راكبي التكاتك مع السائقين، وهلم جرا…
ماذا فعل هذا الكائن الفضائي، الذي أرسله الله لنا من السماء، وتناثرت الإجابات، والأسئلة، لماذا أصيب؟ نريد بيان عاجل من اتحاد الكرة… يوضح لنا، وكان منفعلا (وها يطقله عرق) حتى أنني خفت منه، ومن طريقته في الهجوم… الغريب أن هذا المذيع يطل علينا في أوقات تجمع العائلة وشرب الشاي والمرطبات… ومنهم من قال إنه يدعي الإصابة، ليعود إلى ناديه، اندهشت كثيرا على ذلك الهجوم رغم عشوائية، لاعب كرة سابق، مدرب محلي، بائع بطاطا ومحلل رياضي، فقد سن الجميع السكاكين، خاصة عندما عاد إلى ناديه للعلاج… وأنكروا عليه أنه الذي أوصلنا لكأس العالم في نسخته الروسية، وأهدافه الحاسمة في مباريات التصفيات، وحملوه أنه السبب في الإخفاقات، أليس هو محمد صلاح الذي حقق الأرقام القياسية في تاريخ الكرة المصرية بالخارج، وأدخل البهجة في نفوس الجميع، كبارا وصغارا، وأصبح قدوة، ومثل لأطفالنا، وأجيالنا المقبلة، والجميل أنه لا يلتفت إلى كل هذا وذاك، من كبير المعلقين لصغيرهم، بدلا من دعمه، والوقوف بجواره، فهذا هو حالنا نعشق الهدم، لا البناء، ولا نحافظ على كل ما هو جميل في حياتنا.