جمال الزهيري يكتب : الناس كلها بقت (أساطير) .. امّال مين اللي هينضرب ؟!
قرب قرب قرب .. موعدنا فى كل ليلة بأغلب السهرات الرياضية اليومية إلّا ما رحم ربي مع كل فنون العجن والتفعيص الإعلامى على ودنه .. وتختلف المواضيع والعجن واحد للأسف الشديد، وآخر الموضوعات التى شهدت وبقدرة قادر ودون مقدمات أكبر كمية من العجن والتفعيص تلك الخناقة التى اندلعت هذا الأسبوع عن “الأساطير” .. أي والله الأساطير فى الملاعب المصرية يعنى النجوم الذين صالوا وجالوا فى الملاعب واحتلوا مكانة متميزة فى التاريخ الكروى لمصر المحروسة. وقد انتشر كالنار فى الهشيم تعبير أساطير الكرة ليمنحه البعض إما لاطلاقه على نفسه أو على الآخرين ممن لايستحقون اللقب أصلا .. ليذكرنى بجملة عبقرية شهيرة على لسان فناننا الراحل توفيق الدقن ” الناس كلها بقت فتوات أمال مين اللى هينضرب” لتصبح هذه الجملة من فيلم الشيطان يعظ من أشهر إفيهاته.
وانفجرت ماسورة الحديث عن “الأساطير” على لسان اللاعب ناصر ماهر المنتقل لنادى الزمالك بعد مشوار متواضع وفرص ضائعة كثيرة فى النادى الأهلى وتلاه مشوار طويل فاشل فى العديد من الأندية فى أرجاء المحروسة حتى استقر به المقام فى النادى الجيزاوي وفى محاولة منه لتعزيز وجوده فى ناديه الجديد ومغازلة جماهيره المحترمة بأى أسلوب بدأ يُضفي شرعية على وجوده فى ناديه الجديد بالكشف عن السر الأكبر والمتمثل فى أن والده ينتمى للنادى الجيزاوى وهو ماكان يخفيه عندما كان لاعبًا فى النادي القاهري وكأنه يعلن أحد الاكتشافات الفرعونية المهمة ومؤكدًا أنه سعيد بارتداء قميص ناديه الجديد لأنه يضم الكثير من الأساطير الكروية بعكس ناديه القاهري السابق ومتجاهلًا عن عمد أن ناديه السابق يضم العديد من الأساطير على مدار تاريخه .. وليست هذه محاولة لإثبات أي الناديين أكثر امتلاء بالأساطير فالحقيقة أن لكلا الناديين أساطيره التى تفخر بها جماهيره وهذا حقهم.. ولكنها محاولة ساذجة من اللاعب لمغازلة جماهير ناديه الجديد وهى لعبة مكشوفة قديمة وسخيفة جدًا.
ويبدو أن حديث هذا اللاعب استهوى بعض أقرانه للحديث عن الأساطير مع بعض الإضافات والتوابل .. فقد سمعت لاعبًا هو أحمد الميرغني وكان لاعبًا فى نادى الزمالك وهو يتداخل فى أحاديث “الأساطير” وتجاهل عمدًا اسم أحد النجوم الكبار ( محمود الخطيب) نجم مصر و النادى الأهلى، ولمّا أبدى مُقدم الحلقة زميلى المحترم بليغ أبو عايد وضيفه الآخر النجم السابق محمد عبد الجليل دهشتهما الشديدة من كلامه بحجة أنه لم يشاهده أو أنه لم يكن معاصرًا له .. وقال له مقدم البرنامج والضيف الآخر: ليس ضروريًا أن تكون معاصرًا لشخص أو حدث كى تعترف به.
الأمر نفسه أصبح متكررًا على بعض الضيوف ومقدمى البرامج .. والهدف الخفى الأصلى لكل ذلك محاولات الإساءة للنادى المنافس وهى مسألة لم تعد تبشر بخير للأسف الشديد.
طبعًا من حق كل إنسان أن يفخر ويحتفي ويطلع السماء بناديه ولكن أبدا ليس من حقه أن ينتهز كل فرصة للتجريح واغتياب النادى المنافس لناديه .. فإذا كنت أهلاويًا أو إذا كنت زملكاويًا أو إسماعيلاويًا أو اتحاديًا أو مصراويًا فمن حقك أن تتعصب لناديك ولكن دون أن يدفعك تعصبك إلى الإساءة للمنافس.
ولعل هذه الظواهر تدفعنا وبأقصى سرعة لمراجعة أوضاعنا الإعلامية سواء من جانب الهيئة الوطنية للإعلام أو نقابة الإعلاميين وأن يتم إلغاء أو مراجعة دقيقة لحاملى التصاريح بممارسة المهن الإعلامية وخاصة ممن يشترون الوقت لدخول المجال الاعلامي الذى أصبح مستباحا بكل أسف.
مأساة متكررة
جاء مؤتمر تقديم حسام حسن كمدير فنى لمنتخب مصر ومعه جهازه الفنى نموذجًا متكررًا لنفس المأساة الإدارية التى كنا نأمل أن تنتهى فصولها بخروجنا من أمم أفريقيا على يد روى فيتوريا البرتغالي وأن نبدأ مع نفس الاتحاد بداية جديدة ولكن يبدو أننا كنا نحلم .. كل الأمنيات بالتوفيق والنجاح لحسام وإبراهيم حسن وجهازهما فى تحقيق طموحاتنا وليس طموحات اتحاد الكرة التى لخصها جمال علام رئيس الاتحاد فى الوصول لكأس العالم وأمم افريقيا ٢٠٢٥ وهى طموحات واضحة تكشف أن العيب لم يكن فى فيتوريا الذى لم يطلب منه أحد شيئا ليحققه أساسًا ..
ويبدو أن الأمر نفسه يتكرر .. خاصة وأنه من الواضح أن التعاقد مع حسام ورفاقه كالعادة تم كما وأنه بـ “كلمة شرف” وكلامى ليس موجهًا لحسام أو أى مدرب كان يمكن أن يكون مكانه فأنا فى مقدمة من يتمنون أن يقودنا لتحقيق أفضل النتائج ولكن كلامي موجه إلى اتحاد الكرة الذى أقول له أن الأمور لاتدار فقط بالنوايا الحسنة .. والحمد لله أن هذه هى المهمة الأخيرة لمجلس الجبلاية.