يصل خلال دقائق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة بعد أن غادر الإمارات ، اليوم الأربعاء، متوجهًا إلى مصر في زيارة رسمية ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
رافق أردوغان إلى مطار دبي الدولي، وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري، والسفير التركي توجاي تونتشر، والقنصل في دبي أونور شايلان، وعدد آخر من المسؤولين، بحسب وكالة الأنباء التركية الأناضول.
ويرافق أردوغان في زيارته إلى مصر وزراء الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار جولر، والصحة فخر الدين قوجة والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجار.
وتأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في إطار استمرار التقارب بين البلدين بعد قطيعة دامت نحو 10 أعوام.
أول زيارة رسمية بعد غياب طويل
وأعلنت الرئاسة التركية، اليوم الأحد، أن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتعد الزيارة تتويجاً لمسيرة تطبيع العلاقات بين البلدين التي شهدت مصافحة بين أردوغان والسيسي، خلال افتتاح المونديال في قطر عام 2022، ثم لقاؤهما ثانية خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
وتنطوي الزيارة على أهمية كبرى كونها أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ نحو 11 عاما، إذ كانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير عام 2013.
كانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة خلال فترة ولايته رئيساً للوزراء في نوفمبر 2012.
وبعد رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة وتبادل السفراء، تردد أن السيسي سيزور تركيا في يوليو 2023، غير أن الرئيس المصري لم يقم بتلك الزيارة.
ورفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.
مسيرات بيرقدار TB2 التركية
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موافقة بلاده على تزويد القاهرة بمسيّرات قتالية.
وجاء هذا الإعلان بعد يومين من اجتماعٍ بين وزير الإنتاج الحربي المصري ونظيره التركي لبحث التعاون في مجال الإنتاج المشترك للذخائر.
وتعد طائرة بيرقدار TB2 التركية من أفضل الطائرات المسيرة في العالم من حيث الاستخدامات المتعددة، بقدرتها على التحليق بحمولة تصل إلى 650 كيلوغراما ومدى يصل إلى 150 كيلومترا وبسرعة تصل إلى 70 عقدة (130 كيلومترا في الساعة)، فضلا عن قدرة على الطيران دون توقف لمدة تصل لأكثر من 24 ساعة.
خلافات.. ومصالحة
يذكر أن العلاقات المصرية التركية مرت بمرحلة توتر واحتقان، بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في مصر عام 2013.
وتفاقمت العلاقة لتصل إلى حد القطيعة الكاملة بسبب ملفّات شائكة تقاطعت فيها مصالح البلدين على نحو حاد.
وكان الملف الليبي في مقدمة القضايا الخلافية، فقد أثار الوجود العسكري التركي في ليبيا مخاوف مصر لارتباط أمنها القومي بليبيا واستقرار الأوضاع فيها. وبلغ التوتر بسبب ليبيا، ذروته في يونيو عام 2020، حين هددت ميليشيات من الغرب الليبي مدعومة من تركيا بالزحف نحو مدينة سرت، وحينئذ أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خط سرت – الجفرة، “خطا أحمر” لن تقبل مصر بتجاوزه.
خلاف آخر يتعلق بملف النفط والغاز في البحر المتوسط، وسعي كل من الدولتين للحصول على حصتيهما من تلك الثروات.