معتز صلاح الدين يكتب .. وسقطت أكاذيب إسرائيل أمام العالم
جملة واحدة قالها قبل عدة أسابيع رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي مارك وورنر،توقفت عندها كثيرا حيث قال في تصريحات تلفزيونية لمحطة “MSNBC ” الأمريكية ” لقد فقدت إسرائيل تعاطف الناس في جميع أنحاء العالم “.
بداية فإن تعليقى على هذا التصريح هو أنه تصريح صحيح 100%، وكما يقال الحق ما شهد به الأعداء.
والسؤال الذى أود أن أطرحه ما دور الإعلام العربى فى هذا الأمر ؟
الحقيقة أننى أرى أنّ الإعلام العربي التقليدي عرض القضية بشكل جيد وبأساليب إعلامية متنوعة كما أستطيع أن أقول إن الإعلام غير التقليدي وهو الإعلام الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي عرض القضية بشكل أكبر لأنه يصل إلى جمهور أكبر، ونجح في الوصول إلى تأثير كبير على الرأي العام العالمي لكسب التعاطف تجاه القضية الفلسطينية من خلال استخدام اللغة العربية واللغات الأجنبية وقد نجح فى ذلك تمامًا وخاصة فى توضيح الفيديوهات والصور التى تدل على إجرام الاحتلال الإسرائيلي الجبان وقد انعكس هذا التعاطف فى مواقف قوية ورافضة لجرائم إسرائيل على مستوى العالم ولعل ما قامت به جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية هو أحد ملامح هذا التعاطف العالمى وأيضا تقدم عشرات المحامين من الدول اللاتينية بشكوى ضد إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية هو ملمح ٱخر لهذا التعاطف العالمى، ناهيك عن مواقف بعض الدول الأوربية القوية ضد جرائم اسرائيل وعلى سبيل المثال موقف حكومتى إسبانيا وبلجيكا وأيضا طرد السفراء الاسرائيليين من بعض الدول اللاتينية
..إذًا لقد سقطت أكاذيب إسرائيل التى ظلت ترددها لعشرات السنين وانكشف إجرامها النازى أمام العالم كله وفقدت تعاطف العالم تماما
..أنا شخصيًا أقوم منذ خمس سنوات بإعداد دراسة متخصصة كل 6 أشهر عن مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وأظهرت آخر إحصائية لى أن هناك 283 مليون مستخدم عربي للفيس بوك وتويتر وإنستجرام وبالطبع استطاعوا إيصال الصور والفيديوهات للأحداث الدامية في قطاع غزة إلى العالم بشكل فوري وسريع وتشكيل كتلة تأثير كبيرة على الرأي العام الامريكي والأوروبي والعالمي بصفة عامة حتى باستخدام اللغة الإنجليزية والفرنسية، والذي أصبح ينحاز للقضية الفلسطينية بشكل كبير متخليًا عن التأثير الإسرائيلي الكبير والذى كانت تتبناه وسائل الإعلام الغربية التقليدية وكذا اللجان الإلكترونية التابعة للأجهزة المخابراتية للاحتلال الإسرائيلي الجبان والنازي.
أستطيع أن أقول الآن أن المقاومة الفلسطينية انتصرت على الاحتلال الإسرائيلي إعلاميًا بفضل التعاطف الإنساني الواسع، كما لقنت الاحتلال الجبان ومازالت دروسًا على الأرض وخسر الاحتلال الجبان فى معاركه بغزة خسائر كبيرة.
كما أنه من مظاهر التعاطف العالمى مع القضية الفلسطينية تمثل أيضًا فى التظاهرات المستمرة التى شارك بها عشرات الملايين في بريطانيا وفرنسا وأمريكا والعديد من الدول الأوروبية، حتى شعوب أمريكا اللاتينية طردت سفراء الاحتلال، وجنوب إفريقيا طردت السفير واشتكت إسرائيل أمام المحكمة الدولية، وهذا كله بفضل الإعلام العربى التقليدي بصفة عامة الإعلام الجديد بصفة خاصة من خلال وجود جيل جديد فاهم للقضية الفلسطينية يستطيع الوصول إلى الغرب.