يلتقي الليلة ” الأحد” منتخب كوت ديفوار بنظيره نيجيريا في نهائي النسخة الـ34 من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، بـ ملعب الحسن واتارا الأولمبي بضاحية إبيمبي في أبيدجان.
نيجيريا تستهدف اللقب الرابع في تاريخها بعد أن رفعت الكأس 3 مرات سابقا، كان آخرها في 2013.
لقاء متجدد بعد أيام
و يتجدد لقاء المنتخبين بين منتخبي كوت ديفوار ونيجيريا، وسبق أن التقى المنتخبان على ملعب (الحسن واتارا) في مدينة أبيدجان، الذي يستضيف النهائي أيضا، بالجولة الثانية في المجموعة الأولى من مرحلة المجموعات بالنسخة الحالية للمسابقة المقامة حاليا في كوت ديفوار، حيث فاز المنتخب النيجيري بهدف نظيف.
وستكون هذه هي المباراة النهائية التاسعة في تاريخ أمم إفريقيا، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957، التي يلتقي فيها منتخبان تواجها من قبل في دور المجموعات.
وبينما يحلم منتخب نيجيريا بالحصول على لقبه الرابع في كأس الأمم الإفريقية، بعد نسخ 1980 و1994 و2013، يتطلع منتخب كوت ديفوار للتتويج بالبطولة للمرة الثالثة بعد نسختي 1992 و2015.
ورغم اللقاءات العديدة التي جرت بين كوت ديفوار ونيجيريا في أمم إفريقيا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي خلالها المنتخبان في المباراة النهائية للبطولة.
لقاء الإثارة والندية
وينتظر محبو الساحرة المستديرة في القارة الإفريقية الكثير من الإثارة والندية في اللقاء، لاسيما وأن المنتخبين يحتلان المركزين الثاني والثالث بقائمة أكثر المنتخبات قيمة تسويقية في البطولة، وفقا لموقع (ترانسفير ماركت)، المتخصص في القيم التسويقية للاعبي كرة القدم في العالم.
إذ تبلغ القيمة التسويقية لمنتخب كوت ديفوار 58ر334 مليون يورو، بينما تصل قيمة منتخب نيجيريا 332 مليون يورو.
اللقاء الثامن
ويحمل هذا اللقاء الرقم 8 في مباريات المنتخبين في كأس الأمم الإفريقية، حيث تمتلك نيجيريا الأفضلية في المواجهات السبع الماضية التي جرت بينهما بالبطولة، بعدما حققت 4 انتصارات، مقابل فوزين لكوت ديفوار، وفرض التعادل نفسه على لقاء وحيد.
وخلال تلك المواجهات السابقة، التقى المنتخبان 3 مرات في الأدوار الإقصائية بأمم إفريقيا، حيث كانت الأولى في قبل نهائي نسخة عام 1994 بتونس، وحسمها منتخب نيجيريا لمصلحته بركلات الترجيح عقب تعادلهما 2 – 2 في الوقت الإضافي، ليشق منتخب (النسور الخضراء المحلقة) طريقه نحو التتويج بلقبه الثاني آنذاك.
وثأر منتخب كوت ديفوار من تلك الخسارة، عقب فوزه 1 – صفر على نظيره النيجيري في الدور ذاته بنسخة المسابقة عام 2006 في مصر، لكنه فشل في اقتناص اللقب بخسارته في النهائي أمام منتخب (الفراعنة).
أما اللقاء الثالث بينهما في مرحلة خروج المغلوب بالمسابقة، فكانت بدور الثمانية لنسخة عام 2013 في جنوب إفريقيا، حيث انتصر المنتخب النيجيري 2 – 1، ليستكمل مسيرته في البطولة التي توج بها للمرة الأخيرة.
ويسعى منتخب كوت ديفوار لأن يصبح تاسع منتخب مضيف يتوج بكأس الأمم الإفريقية، بعد منتخبات مصر التي توجت باللقب على ملعبها أعوام 1959 و1986 و2006، وإثيوبيا (1962)، وغانا (1963 و1978) والسودان (1970) ونيجيريا (1980) والجزائر (1990) وجنوب إفريقيا (1996) وتونس (2004).
كما يرغب المنتخب الإيفواري، الذي يسجل ظهوره الخامس في المباراة النهائية لأمم إفريقيا، في أن يصبح أول منتخب مضيف يحرز كأس البطولة منذ المنتخب المصري قبل 18 عاما.
ويطمح المنتخب الملقب بـ(الأفيال) لمعادلة عدد ألقاب المنتخب النيجيري في قائمة أكثر المنتخبات المتوجة بكأس الأمم الإفريقية، التي يتربع المنتخب المصري على صدارتها برصيد 7 ألقاب.
الأفيال من عثرات إلى انطلاق صاروخي
وعانى منتخب كوت ديفوار من كثير من العثرات خلال مشواره نحو المباراة النهائية، حيث استهل مسيرته في المسابقة الحالية بالفوز 2 – صفر على منتخب غينيا بيساو في المباراة الافتتاحية، قبل أن يخسر صفر – 1 أمام منتخب نيجيريا.
وفي الجولة الثالثة (الأخيرة) من دور المجموعات، تلقى منتخب كوت ديفوار خسارة مروعة صفر – 4 أمام غينيا الاستوائية، ليصبح على أعتاب الوداع المبكر من الدور الأول للمسابقة، مكررا ما جرى له عندما استضاف المسابقة عام 1984 على ملاعبه، وذلك بعد حلوله في المركز الثالث بالمجموعة الأولى برصيد 3 نقاط، وبفارق أهداف -3.
ومع نهاية دور المجموعة، وخروج منتخب كوت ديفوار (عمليا) من البطولة، قرر الاتحاد الإيفواري لكرة القدم إقالة المدرب الفرنسي جان لويس جاسكيه، وتم إسناد المهمة مؤقتا لمساعده المحلي إيمرس فايي الذي قاد الفريق لبلوغ المباراة النهائية.
وعلى عكس التوقعات، لعبت نتائج المجموعات الأخرى بالدور الأول لمصلحة منتخب كوت ديفوار، الذي تأهل بما يشبه المعجزة لدور الـ16 بعد تواجده في المركز الأخير بقائمة أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست، ليضرب موعدا مع منتخب السنغال (حامل اللقب).
ورغم تأخر منتخب كوت ديفوار في النتيجة مبكرا في لقائه ضد نظيره السنغالي بدور الـ16، تمكن من العودة للمباراة بعدما سجل هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق، قبل أن يطيح بمنتخب (أسود التيرانجا) من المسابقة عقب فوزه 5 – 4 بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 – 1.
واستمرت دراما منتخب كوت ديفوار في مباراته ضد مالي بدور الثمانية، حيث تأخر بهدف قبل 20 دقيقة على نهاية الوقت الأصلي، غير أنه أدرك التعادل في الدقيقة 90، ثم انتزع ورقة الترشح للمربع الذهبي بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع للشوط الرابع.
وعاد منتخب كوت ديفوار للظهور في النهائي القاري للمرة الأولى منذ 9 سنوات، بعدما تغلب 1 – صفر على منتخب الكونغو الديمقراطية بالدور قبل النهائي.
ويمتلك المنتخب الإيفواري، الذي يحتل المركز الـ49 عالميا والثامن إفريقيا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مجموعة من النجوم في مختلف الخطوط.
ويأتي سيباستيان هالير، نجم بوروسيا دورتموند الألماني، صاحب هدف الفوز على الكونغو الديمقراطية، على رأس النجوم الإيفواريين، بالإضافة إلى فرانك كيسي وجان فيليب كراسو وسيكو فوفانا وسيمون أدينجرا.
نيجيريا تواضع بالتصفيات وانتصارات بالنهائيات
أما المنتخب النيجيري، فرغم العراقة التي يتمتع بها فإن نتائج الفريق السابقة قبل البطولة مباشرة، والخلافات التي دبت بين اتحاد الكرة المحلي والبرتغالي جوزيه بيسيرو، مدرب الفريق، لم تعكس قدرته على المضي قدما في المسابقة.
وفشل منتخب نيجيريا في تحقيق أي انتصار خلال أول جولتين بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، رغم تواضع مستوى منافسيه، حيث تعادل بصعوبة بالغة 1 – 1 مع ضيفه منتخب ليسوتو ومضيفه منتخب زيمبابوي ضمن منافسات المجموعة الثالثة في نوفمبر الماضي.
وأثارت البداية المتعثرة في تصفيات المونديال، خشية الجماهير النيجيرية من خروج الفريق المبكر من أمم إفريقيا، لكن النسور الخضراء استعادت بريقها من جديد، بعدما حلقت بعيدا نحو المباراة النهائية.
ويطمع منتخب نيجيريا، الذي يتواجد حاليا في المركز الـ42 عالميا والسادس أفريقيا، في مواصلة تفوقه على كوت ديفوار في اللقاءات الرسمية للمباراة الثالثة على التوالي.
كما يتطلع منتخب النسور الخضراء لمعادلة عدد ألقاب المنتخب الغاني، والتواجد معه في المركز الثالث بقائمة أكثر المنتخبات فوزا بالبطولة.
نيجيريا عثرات واستعادة التوازن
وتعثر منتخب نيجيريا في بداية مسيرته بالنسخة الحالية لأمم إفريقيا، عقب تعادله 1 -1 مع منتخب غينيا الاستوائية، قبل أن يستعيد اتزانه سريعا ويفوز على كوت ديفوار، ثم اختتم لقاءاته بالدور الأول بالفوز 1 -صفر على غينيا بيساو، لينهي مشواره في المجموعة الأولى وهو في المركز الثاني برصيد 7 نقاط.
وخاض المنتخب النيجيري مواجهة من العيار الثقيل ضد نظيره الكاميروني في دور الـ16، ليحسم المواجهة لمصلحته بفوزه 2-صفر على منتخب (الأسود غير المروضة)، قبل أن ينهي مغامرة المنتخب الأنجولي في المسابقة، بعدما تغلب بهدف نظيف.
وواجه منتخب نيجيريا مقاومة عنيفة من نظيره الجنوب إفريقي في الدور قبل النهائي، بعدما انتصر عليه 4 – 2 بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 – 1، ليشارك في النهائي الثامن بتاريخه في أمم إفريقيا والأول منذ 11 عاما.
نيجيريا تراهن على فيكتور أوسيمين
وتضع الجماهير النيجيرية آمالا كبيرة على فيكتور أوسيمين، نجم نابولي الإيطالي، المتوج بجائزة أفضل لاعب إفريقي في العام الماضي، المقدمة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).
وساهم أوسيمين، صاحب القيمة التسويقية الأعلى بين نجوم البطولة (110 ملايين يورو) بأربعة أهداف من إجمالي 7 أهداف أحرزها منتخب نيجيريا خلال مشواره بالبطولة، حيث سجل هدفا وحيدا وقام بصناعة 3 أهداف.
كما يبرز أيضا اسم أديمولا لوكمان، نجم أتالانتا الإيطالي، الذي ساهم أيضا بأربعة أهداف، عقب تسجيله 3 أهداف وصناعته هدفا آخر طوال مشوار الفريق بأمم إفريقيا 2023.
طريق النسور نحو النهائي
طريق وصول نسور نيجيريا لـ نهائي أفريقيا
دور الـ16
نيجيريا ضد الكاميرون: 2- صفر.
ربع النهائي
نيجيريا ضد أنجولا: 1- صفر.
نصف النهائي
نيجيريا ضد جنوب أفريقيا: ركلات الترجيح (4-2)، (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1).
موعد مباراة كوت ديفوار ونيجيريا
تقام المباراة النهائية يوم الأحد 11 فبرايرالجاري على ملعب الحسن واتارا في العاصمة العاجية أبيدجان.
وتنطلق صافرة البداية في تمام الساعة العاشرة مساء بتوقيت القاهرة.
القنوات الناقلة
تبث مباراة نيجيريا وكوت ديفوار على شبكة قنوات “بي إن سبورتس” القطرية (HD 3 Max).