كُتّاب وآراء

أحمد زحام يكتب .. إستعادة قوس القزح

قوس القزح اللوحة البديعة التي تظهر في السماء مصاحبا للبرق ،والرعد ، وسقوط الأمطار، ويسمى كذلك قوس المطر أو قوس الألوان ، وهو ظاهرة طبيعية فيزيائية ناتجة عن انكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرة ماء المطر، يظهر قوس المطر بعد سقوط المطر ، ونحن صغار تتعلق أبصارنا به ذلك المشهد البديع ، الذي تجتمع فيه الألوان الأحمر ، والبرتقالي ، والأصفر، والأخضر ، والأزرق ، والبنفسجي .. ونرسمه في كراسات الرسم ، ونقتني الشارات الخاصة به حتى ملابسنا كانت تتزين به .

لكننا عبر الأيام فوجئنا بأنه ممنوع من التداول بيننا ، فقد سرقه المثليين ، واتخذوه علما لهم ، ومجرد ظهوره إشارة لهم ، تم تصميم هذا العلم لتمثيل التنوع والتعددية داخل المجتمع المثلي، حيث يرمز اللون الأحمر إلى الحياة، والبرتقالي إلى الشجاعة، والأصفر إلى الشمس، والأخضر إلى الطبيعة، والأزرق إلى السلام، والبنفسجي إلى الروحانية والسحر ، واعتبروه أنه يعكس الجمال والتنوع في العالم، وهو رمز للمساواة والتضامن. استُخدمت هذه الألوان للمرة الأولى كرمز للمجتمع المثلي في علم المثليين الذي تم تصميمه في عام 1978. ومنذ ذلك الحين أصبحت الألوان السبعة لقوس القزح تعبيراً شائعاً عن المثلية الجنسية ، وحقوق المثليين في مختلف أنحاء العالم ، فقد صممه الفنان المقيم في سان فرانسيسكو غلبرت بيكر، الذي اتخذ رمزا لهم .

وتعتبر تل أبيب واحدة من أكثر المدن الصديقة للمثليين جنسياً في العالم، وهي تشتهر بمسيرة فخر تل أبيب للمثليين السنوية والتي حضر فيها أكثر من 250,000 شخص في مسيرة عام 2018 وبشاطئ للمثليين، مما جعلها تلقب بـ«عاصمة المثليين في الشرق الأوسط» من قبل مجلة آوت .

ووقف الشرق في مواجهة الغرب ، رافضا تلك المثلية ، وعلى رأس تلك الدول روسيا ، ومنعت كغيرها من الدول الشرقية هذا الشعار ، رافضة قوس القزح ، وعلنا نتذكر ما حدث في مونديال كأس العالم بقطر .

واختفى قوس القزح من حكايات الأطفال ، ورسومهم ، باعتباره رجز من عمل الشيطان ، ومجرد ظهوره إشارة لهم .
ذلك التركيز على هذا المفهوم يعمق على العلاقة بين المثليين وقوس القزح ، وترسيخ لهذا المفهوم ، وهذا مانخاف منه ، ربطه به ، وإزالته من حياتنا حنى البصرية .

وتعالت أصوات كثيرة ، وإن كان بعضها على استحياء باستعادته من المثليين ، واعتباره ظاهرة يديعة من مظاهر الطبيعة ، تلهم الكتاب والفنانين على استخدامه في نصوصهم ، ولوحاتهم ، وحكي الحكايات عنه ، كمفردة من مفردات الحكاية ، التي تكون في النهاية حكاية جميلة ، وشكرا للباحثة تاجوج الخولي التي نادت بإستعادة قوس القزح من المثليين في ندوة أمس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى