مصرع ضابط إسرائيلي بـ غزة .. والتحقيق في مقتل 12 رهينة يوم 7 أكتوبر – صور
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء مقتل ضابط خلال المواجهات الجارية مع المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة.
الضابط المقتول يُدعى الرائد ديفيد شاكوري (30 عاما)، نائب قائد الكتيبة 601 التابعة لفيلق الهندسة القتالية، من رحوفوت، بحسب ما أوردته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
أكد جيش الاحتلال ارتفاع حصيلة القتلى في الهجوم البري ضد حركة حماس إلى 226.
يأتي ذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، النسبة الأكبر فيهم من النساء والأطفال.
التحقيق في مقتل 12 رهينة يوم 7 أكتوبر
في نفس الوقت، وبينما تتعالى أصوات عائلات الرهائن التي تطالب بصفقة فورية تسمح بإطلاق سراح كل المحتجزين في قطاع غزة، بدأ فريق من الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية التحقيق في حادث قتل فيه 12 رهينة كانوا محتجزين لدى مقاتلي كتائب القسام في 7 أكتوبر،وذلك خلال هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية محاذية لغزة والذي أدى إلى اندلاع حرب بلا هوادة على القطاع.
و احتجز مقاتلو حركة حماس عشرات الرهائن في أحد منازل كيبوتس “بئيري” لساعات طويلة، قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي لتدور يومها معارك بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين انتهت بمقتل جميع من كان في المنزل باستثناء امرأتين إسرائيليتين.
وفي خضم المعارك بات صعبا معرفة أسباب مقتل عشرات الرهائن، لكن تفاصيل أوضح عما حصل ذلك اليوم بدأت تطفو إلى السطح بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الحادث، كما أن الحسابات تغيرت على ضوء تراجع “حدة القتال في غزة” حسب جريدة “هارتز” الإسرائيلية، كما انتشرت بعض المخاوف من إمكانية تضرر بعض الأدلة التي تم جمعها مع مرور الوقت.
وحسب التقارير الإعلامية المحلية تحفظ الجيش الإسرائيلي على التحقيق إلى حد الساعة، وكان يعتزم الإنتظار حتى نهاية الحرب من أجل الشروع فيه، خاصة وأن الضابط المسمى باراك حيرام الذي كان مكلفا بالعملية ذلك اليوم، وأصدر الأمر بإطلاق النار على المنزل الذي احتجزت فيه الرهائن، يعتبر من الضباط المنخرطين بشكل كبير وواسع في “المجهود الحربي” الإسرائيلي، وبالتالي انتشرت مخاوف في صفوف الجيش من أن يؤدي التحقيق إلى تقويض عمله وعمل القوات الخاضعة لقيادته.
ومن المتوقع أن يستدعي فريق الأركان العامة الضابط باراك حيرام ليروي روايته للأحداث وما دفعه إلى اتخاذ قرار إطلاق النار ذلك اليوم.
و في حديث سابق له، لصحيفة “نيويورك تايمز”، قال الضابط حيرام إن مقاتلي حماس قاموا بمفاوضات، في ذلك اليوم مع الجيش الإسرائيلي، بهدف تأمين عودتهم الآمنة إلى غزة مع الرهائن، وقال إنه بعد فشل المفاوضات، أمر دبابة قواته باقتحام البيت “حتى على حساب سقوط ضحايا من المدنيين.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه سيتم التحقيق في الحادثة بشكل متعمق وتفصيلي، مثل جميع أحداث 7 أكتوبر، بمجرد أن تسمح شدة الحرب بذلك.
القصة بالتفصيل..غضب من قائد اللواء 99 في غزة
وبحسب صحيفة هارتس الناطقة باللغة العبرية وواسعة الانتشار في إسرائيل في تحقيق عما حدث في السابع من أكتوبر الماضي «بداية عملية طوفان الأقصى»، في ذلك اليوم احتجز رجال المقاومة الفلسطينية ظهرًا نحو 15 إسرائيليًا من بينهم طفلين أعمارهم لا تتجاوز 12 عاما، في منزل لعائلة بيسي كوهين بكيبوتس بيئري.
ووصلت أول قوة لجيش الاحتلال أمام المنزل الساعة 4 عصرًا، وتم تبادل إطلاق الرصاص.
وبحسب الصحيفة العبرية فقد استسلم أحد المقاتلين الفلسطينيين وخرج ومعه محتجزة إسرائيلية وسلم نفسه لقوات جيش الاحتلال، بينما رفض باقي المقاومين الاستسلام.
وفي تمام الساعة 7 وصل إلى موقع الاشتباك في كيبوتس بيئرى قائد اللواء 99 عميد جنرال براك حيرام والذي أمر المدرعات بقصف البيت واقتحامه بأي ثمن، وتم قتل جميع من كان بالمنزل من مقاتلين فلسطينيين ومدنيين إسرائيليين، وتم إنقاذ إسرائيلية فقط.
“براك حيرام” بات مضرب المثل في الكذب
العميد براك حيرام لم يتوقف عند هذا الحد، بل خرج في لقاء تلفزيوني على القناة 12 الإسرائيلية تحدث فيها عن بطولاته وفرقته، مؤكدًا أنه أمر جنوده بعدم إيذاء المدنيين وكان عددهم 20 إسرائيلياً و8 أطفال، وعندما تم القضاء على رجال المقاومة، وجدوا المدنيين مقتولين وكانوا مقيدين بشدة لدرجة أن أيديهم حملت علامات حمراء، كما أن أجساد الأطفال كانت عليها علامات تعذيب شديد.
وأضاف أن قوات الجيش وجدت زوجين مقيدين وتم إطلاق الرصاص عليهم وقتلهم بدم بارد، مضيفًا أن بسالة جنود الاحتلال نجحت في إنقاذ 4 محتجزين من المنزل.
كشف كذب البطل الإسرائيلي
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية في تقرير عن شهادة إحدى الناجيتين وهي «هدايس دغان»، أكدت أن جيش الاحتلال قصف المنزل الذي كان يتواجد به طفلان فقط وليس 8 أطفال كما ذكر براك حيرام.
وأكدت الناجية ياسمين بورات التي قام مقاتل المقاومة بتسليمها لجيش الاحتلال، أنه في الساعات الأولى من الاحتجاز كان هناك تبادل إطلاق نار كثيف للضغط على المقاومة، لكن بعد وصول قائد اللواء 99 تم إطلاق قذيفتين على المنزل ليقتل المدنيين والمقاومة.
كما قامت القناة الـ12 الإسرائيلية بنشر صور من الشرطة الإسرائيلية التي توضح أن جيش الاحتلال هو من قام بقصف المنزل وقتل المدنيين من الإسرائيليين وليس رجال المقاومة كما تم الترويج للقصة من البداية.
وبحسب تقرير صحيفة يديعوت إحرنوت العبرية، فقد وجه أحد الجنود الإسرائيليين اللوم إلى حيرام بسبب وجود مدنيين إسرائيليين بالداخل، وقال له «هذا عار» ورد حيرام “أعلم”.
اعتراف براك حيرام بقتل المدنيين
وفي تقرير نشرته يديعوت أحرنوت نقلا عن لقاء لـ براك حيرام مع صحيفة نيويورك تايمز، اعترف بأنه أمر جنوده بقصف المنزل حتى إذا كان الثمن هو قتل مدنيين إسرائيليين فهو قد قام بتفعيل قانون هانيبال، الذي ينص على قتل المدنيين أفضل من وقوعهم في الأسر.
هذه القصة أثارت الغضب في الشارع الإسرائيلي الذي وجد أن إحدى قيادات جيش إسرائيل يقتل المدنيين الإسرائيليين ويتهم رجال المقاومة.