شريف جبر يكتب : أعداء وحلفاء وأشقاء يتآمرون .. ومصر تنجح بامتياز في” الغموض الاستراتيجي”
الدولة المصرية في الظروف الحالية مدركة الآتي:
فيه رغبة لاستدراج مصر لعمل عسكري غير محسوب سواء في الجنوب أو الشرق أو الغرب ، ونفس سيناريو الضغوط ده حصل معانا قبل كده في سد النهضة وفي ليبيا وفي السودان، والنهاردة بيتكرر في غـ.ـزة بنفس التفاصيل والأدوات..!
فيه رغبة مشتركة بين أعداء وأشقاء وحلفاء للأسف لإسقاط الجيش المصري باعتباره آخر عقبة في مشروع تحول دول المنطقة من دول مستقلة وقوية إلى مجرد كانتونات وقطط سيامي أليفة لا تملك من أمرها شيئا
فيه رغبة في السيطرة على كل مقدرات شعوب المنطقة ، حالة أشبه بـ “وضع اليد” على كل المضايق والممرات الاستراتيجية ومصادر الطاقة والمياه والغذاء والمواد الخام واختلاق ذريعة وخطط لكل منطقة
كل اللي فات ده جزء من سيناريو بيحاولوا يفرضوه على الاقليم كله من ٢٠٠٣ .
والدولة المصرية بتتابع كل ده في هدوء وثبات وتركيز ، وهي عارفة وراصدة أن السيناريو ده هدفه الأبرز استدراج مصر لمظاهرة عسكرية تانية بنفس سيناريو ٦٧ ، وأدوات التنفيذ بيدخل فيها حاجات من نوعية التشكيك في القيادة ، والتشكيك في القدرات ، والاستفزاز ، والابتزاز ، و ضغوط الأشقاء … كل الماضي بيتعاد” كوبي بيست” من دون أي تغيير ، الشيء الوحيد اللي اتغير فقط هو الرد المصري والتفاعل المصري مع الأحداث، وده نتيجة للتطور الفكري اللي اتكلمنا عنه قبل كده، وهو أن الدولة المصرية مدركة وراصدة وشايفة كل ده من ٢٠٠٣ مش من النهاردة ، عملت ايه بقى ؟!
أهم حاجة عملتها مصر هي التفكير الاستراتيجي العلمي والتعامل مع المؤامرات بواقعية ومنطقية، مصر بدأت تعمل زيهم بالضبط، بدأت تحط خطط وسيناريوهات تتحرك على أساسها..
وكانت أهم حاجة فيها هي اتباع سياسة ” الغموض الاستراتيجي”
مصر بالنسبة لأعدائها النهاردة شيء غامض ، ماتعرفلوش حقائق معينة تقدر تشتغل عليها وتبني عليها مخططاتك ، يعني يبان عندك أزمة عملة صعبة والبلد مفيهاش دولارات، فيجي وزير الخارجية الأمريكي مرتين يقولك هديك دولارات بس تعمل كذا ، فالرد المصري يكون “مين قالك إني عندنا أزمة دولارات ، الخير كتير الحمد لله ، لو إنت عايز حبة نديلك وإنت ماشي ، قول ماتتكسفش ”
يبان إنه فيه انقسام مجتمعي وصراع داخلي ، لكن فجأة الرئيس المصري يطلب نزول ملايين المصريين للشارع مرتين في ٣ شهور ، فيحصل النزول ده بشكل جارف
يدّعون أن جيشنا بتاع مكرونة وخضار وجمبري ، لكن فجأة كده تلاقي أسلحة مصرية جديدة متطورة بتظهر في معرض «إيدكس» محدش كان يعرف عنها حاجة (وده اللي ظهر للعيان لكن ما خفي أعظم)… فجأة تلاقي ٢٠٠ ألف جندي ع الحدود مع الكيان بكامل تسليحهم ومنتظرين “ميسد كول” علشان يتحركوا
«الغموض» ده يا جماعة مش شيء سهل أبدًا في ظل الثورة المعلوماتية اللي بنعيشها وفي ظل تطور تكنولوجيا الاتصالات، بالعكس، ده قمة العبقرية والقوة والثبات، الغموض ده هو اللي مخلي كل الأطراف خايفة من بدء سيناريو المواجهة المباشرة، رغم أنها هي اللي سعت ليه وخططت ليه من الأول.
المفروض احنا كشعب وكمواطنين نعمل إيه..؟!
مطلوب مِنّا الآتي :
=عدم الضغط خالص على القيادة السياسية والعسكرية ، وعدم الفتي والتنظير ، يعني ما أقعدش أقول المفروض كنا نعمل ونسوي، أو كان الأحسن اننا نتحرك ونضرب دلوقتي أو بعد شوية وده ببساطة لأني كمواطن معرفش حاجة أصلا عشان أنا مش شايف كل تفاصيل المشهد ولا عارف إيه اللي بيحصل في الكواليس
يبقى الصح ايه ، الصح اني أجلس اتفرج وأتابع وأنا في بطني بطيخة صيفي، ما أكيد اللي فلت من كل المؤامرات اللي فاتت من غير ما يتهز “هيعرف ازاي يفلت من المؤامرات الجديدة “…
= عدم التأثر تمااااامًا بكل اللي بنسمعه ونشوفه في كل قنوات الإعلام غير المصرية أو مواقع التواصل الاجتماعي ، وعدم الانسياق وراء العاطفة الجياشة تأثرا بالمقالات الحماسية والمشاهد الدرامية اللي بنشوفها في مواقع التواصل الاجتماعي لأنها ببساطة موجهة ومغرضة… احنا في مرحلة ماينفعش أثق فيها غير في بلدي وبس ، أنا عندي متحدث للرئاسة ومتحدث عسكري …وِدْني وحواسي كلها مع الاتنين دول وبس نتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة اللي بنمر بيها لأن احنا في ليفيل الغلطة بفورة ، الغلطة بـ ١٠٠ سنة من أعمارنا وأعمار أولادنا وأحفادنا، الغلطة بقطع عيشنا وخسارة كل مصادر ثروتنا، فمعلش نستحمل شوية أفضل ما نتحرم منها خالص.
= أقول وأنشر الكلام ده للناس اللي مش فاهمين حوالينا ، أفهمهم وأوعيهم وماتزهقش خالص ، انتوا مش مدركين خطورة المرحلة الحالية ايه ولا انعكاساتها على واقعنا ومستقبلنا ايه بالضبط
إهدى وريح بالك خالص، مصر متأمنة بفضل الله ..#تحيا_مصر….