كُتّاب وآراء

عبد اللطيف إسماعيل يكتب .. لو خلص الفول..!!

لو كنت باشا أو وزيرًا أو فقيرًا .. فلا يمكن أن تستغنى عن طبق الفول أو سندوتش الفول فهو كما يقولون مسمار المعدة الذى يجعلك تواصل باقى اليوم وتكتفى معه بكباية شاى أو فنجان قهوة وسيجارة .

وتجد الكثيرون منّا الآن عندما يفطر فول، ينبسط ويقولك كده ” اتعشت” مع أننا مازلنا فى وضح النهار ولم نصل لعصر اليوم .

الفول المدمس من أشهر السلع  لدى المصريين الذى لايمكن الاستغناء عنه وفى ظل الظروف الصعبة الحالية من التضخم الذى نعيشه ، يعتبر سندوتش الفول والطعمية وجبة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها خاصة عند الناس الشغيلة الذين يصحون من الفجر بحثا عن لقمة العيش .

كنت أذهب الى محل الفول وأطلب منه بخمسة جنيه فول وكانت الكمية معقولة من يومين أو ثلاثة رحت اشترى بخمسة جنية فول زى كل يوم ، وجدت البائع يقولى مفيش حاجة بخمسة جنية أقل حاجة بسبعة وثمانية وتشترى أم ثمانية جنية تجدها زى أبو خمسة جنية ، الكلام ده وأنا فى منطقة شعبية ليست مناطق أولاد الذوات .

وتسأل البائع ليه يا عم هو جرى ايه ؟ يرد إنت مش عارف الدنيا حصل فيها ايه ، الدولار يا بيه !!

وهكذا كلما تحرك سعر الصرف تحركت الأسعار إلى أعلى وبشكل مضاعف ، ولا أعرف لماذ لا نزرع ما نحتاجة من محاصيل استراتيجية مثل الفول والعدس وقصب السكر والقمح بما يكفينا، فالذى نزرعه من الفول لايكفى ربع سنة وممكن أقل ونضطر لاستيراد الباقى لنكمل السنة مع أن هناك برامج فى الزراعة للتوسع الأفقى وبرامج رامية للنهوض بالإنتاجية الزراعية وبرضة لا تكفى .

وهكذا فى كل السلع أصبح الاستيراد حتمى ، والاستيراد عايز دولار ونحن لدينا أزمة خانقة بسبب اللى ما يتسماش الدولار .

معركة الأسعار تخوضها الدولة بكل قوة من أجل توفير مستلزمات المواطن وهناك أربع وزارات تفتح شوادر وأماكن لبيع السلع المخفضة مثل القوات المسلحة والداخلية والتموين والزراعة ، لكن من يدير هذة الأماكن للبيع معظمهم من التجار ، والتجار يبيعون – خاصة فى الفترة الأخيرة-  بنفس أسعار السوق الخارجى فما هى الميزة التى يحصل عليها المواطن عند شرائه السلع من خلال أطروحات الوزارات الأربعة .

مطلوب الرقابة والمتابعة وهما أهم عاملين إذا اعتمدنا عليهما ، أمور كثيرة سوف تختلف فى بلدنا ولا نصل إلى ما نحن فيه الآن من ارتفاع أسعار

من الآن ومن الضرورى ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك أن تدفع الدولة بكميات سلعية كثيرة وبأسعار معقولة ، فالسكر أبو 27 جنيها مينفعش يبقى بأريعين وخمسين ويصل لستين جنيها مثلما حدث فى الأشهر السابقة ، وما يقال عن السكر يقال عن كل السلع خاصة الزيت الذى يرتفع بشكل كبير جدًا .

بكل تأكيد أن الامن الغذائى يأتى فى أولويات واهتمامات الحكومة ولكن لاتزال هناك فجوة ليست قليلة تحتاج لرؤية الحكومة فى معالجتها بالشكل الأمثل

وبلا شك أن رغيف العيش وسندوتش الفول أو طبق الفول البلدى أصبح من ضروريات الحياة للمواطن المصرى – وأمن قومى –  فاذا فقده لغلو سعره ، فهذا يعنى أن المواطن  يبات بالجوع وده اللى مش ممكن ابدا يحصل فى بلدنا.. باذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى