جمال الزهيرى يكتب .. الجبلاية تتاجر فى الخسارة .. وفيتوريا يعمل بمبدأ ” فلوسك شغلتها فى التجارة وخسرت .. لك شوق فى حاجة “
بصرف النظر عن التفاصيل .. لابد من اعتراف صريح من اتحاد الكرة الكائن فى ٥ شارع الجبلاية بأنه فاشل “بالثلاثة” بداية من عدم القدرة على التعاقد مع مدرب يستطيع ان يحقق الاهداف الموضوعة له وكذلك الفشل فى عمل صيغة عقود تحتفظ له بحقه عندما يتطلب الامر ان يطالب بحقه .. بدليل الصياغة الركيكة لعقد فيتوريا السرى والذى لخصه كابتن حازم امام عضو اتحاد الكرة والمشرف على المنتخب والمسئول عن التعاقد مع فيتوريا بأنه ليس مدربا بمهمة تقليدية ولكنه مدرب ل”مشروع” يعنى مشروع للنهوض بالكرة المصرية وختامه التأهل لكأس العالم.
والسؤال البديهى لكل من تابعوا المنتخب مع روى فيتوريا: بذمتك هل لمست وأنت تشاهد أى مباراة للمنتخب أنك أمام مشروع مستقبلى وهو على الأقل لم يستطع تحقيق فوز واحد فى أربع مباريات لعبها فى كأس أمم افريقيا وتعادل مع موزمبيق وغانا والرأس الاخضر ” كابو فيردى” وأخيرا أمام الكونغو الديمقراطية التى خسر أمامها بركلات الجزاء الترجيحية وغادر البطولة مخلفًا وراءه كما كبيرًا من الأحزان لدى الشعب المصري بأكمله.
عقد فيتوريا طيب الذكر يمتد حتى عام ٢٠٢٦ و لايتضمن إلا وعده بالوصول لكأس العالم .. طيب .. وماذا عن كأس الأمم الافريقية .. هل مبارياتها تجريبية مثلا لإعداد المنتخب لتصفيات كأس العالم.
العقد تجاهل مثل هذه البطولة التى نفخر بأن منتخبنا يحمل الرقم القياسى بالفوز بها ٧ مرات.. لا ولم يتضمن العقد ما الذى يتحمله فيتوريا إذا أردنا أن نفسخ العقد معه قبل كأس العالم ومثلا بعد فشله فى تحقيق أي شئ فى كأس أمم أفريقيا كما نطالب الآن .. نص العقد فقط على أن ندفع لسيادته شرطًا جزائيًا قدره ٦٠٠ ألف يورو وهى قيمة ثلاثة أشهر .. ولكنه فى المقابل لا يدفع شيئا مقابل فشله.
وكأنه يُخرج لسانه لاتحاد الكرة على طريقة “فلوسك شغلتها فى التجارة وخسرت .. لك شوق فى حاجة”. كارثة حقيقة والكارثة الأكبر ماقاله مسئول كبير عندما قال إن الدولة لن تتحمل شيئًا فى الشرط الجزائي بل تدفعه الشركات الراعية.
وبعدين.. لماذا ندفع لمدرب هذا المبلغ الضخم ٢٠٠ ألف يورو شهريًا وبعد أن نفسخ تعاقدنا معه نجده مدربًا فى مكان آخر ب”ربع” هذا المبلغ .. لغز كبير متكرر فى ملاعبنا.
واوعوا اسمع حد فيكم يقول لى ياعم الحاج ما كل الفرق الكبرى خرجت زينا ايه الدوشة اللى انتوا عاملينها .. والإجابة لا لا لا .. الفرق كبير بين أن تخرج بعد أن تفشل حتى فى كسب تعاطف أحد وبين أن تخرج مرفوع الرأس بسبب خطأ أو ركلة ترجيح كما حدث مع السنغال مثلًا .. وياريت مانسمعش حد يقول : احنا مش أحسن من الدول العربية الأخرى التى خرجت مبكرًا مثل تونس والجزائر وموريتانيا والمغرب .. لا تقاروننا بمن خرجوا بل قارنونا بمن حققوا النتائج الطيبة ومازالوا فى البطولة يصولون ويجولون .. ولنترك اشقاءنا يبحثون عن أسباب فشلهم.
وبعد أيام من حرق الدم لملايين المصريين وأنباء رايحة جاية عن استقالة أو إقالة هذا المدرب أو ذاك فى الفرق الأخرى .. يخرج علينا اتحاد الكرة المنفصل عن الواقع والذى يبدو أنه يصُم آذانه عن حرقة دم الناس ويخرج علينا ببيان لامؤاخذة لا يغنى ولايسمن من جوع وكأن اتحاد الكرة فى عالم آخر جاء فيه:
يتقدم الاتحاد المصري لكرة القدم بالاعتذار إلى الجماهير المصرية العظيمة ، علي ما قدمه المنتخب الوطني لكرة القدم من نتائج خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم وعدم تحقيق طموح الجماهير المصرية وأهداف مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم الذي قام بالدور المنوط به من تلبية جميع المتطلبات وتوفير كل السبل الخاصة لإعداد المنتخب قبل وأثناء البطولة .
كما يتقدم المجلس بالشكر والتقدير للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ممثلا عن الدولة والقيادة السياسية المصرية لدعم مسيرة المنتخبات الوطنية من خلال التشاور والاتفاق في الرؤى لوضع خطة للنهوض بالمنتخبات الوطنية منذ قدوم المجلس الحالي .
وإذ يؤكد مجلس ادارة الاتحاد المصري لكرة القدم علي أنه جزء من نسيج الشعب المصري ويشعرون بما تشعر به الجماهير المصرية، فإن المجلس بصدد عقد اجتماع يوم الأحد الموافق 4 / 2 / 2024 لدراسة التقارير الفنية والطبية والإدارية وتقرير رئيس البعثة والمشرف على المنتخب لاتخاذ القرارات المناسبة ولن يدخر الاتحاد أي جهد أو فكر لاتخاذ كل ما هو ممكن ومناسب لمصلحة المنتخبات الوطنية في الفترة المقبلة.
الموضوع أيها السادة لايحتاج لانتظار تقارير .. والموضوع واضح تمام الوضوح .. باى باى فيتوريا .. وأنتم أيضا باى باى جدا..بيانكم ضعيف ومتأخر ولايدل إطلاقا على أنكم تشعرون بما يشعر به المصريون كما تزعمون فى البيان. وخذوا العبرة من اتحاد كرة اليد وانجازاته على المستويين الأفريقى والعالمى لدرجة أن الكثيرين يرشحون مجلس ادارة هذا الاتحاد بتولى إدارة شئون كرة القدم بعد نجاح تجربتهم منذ سنوات .. بإدارة واعية وناضجة وقواعد سليمة لا تتغير بتغير الاشخاص.