عبد اللطيف إسماعيل يكتب .. هل أصبح الكريديت .. سبوبة جامعية
التعليم ثم التعليم ، وما أدراك ما التعليم فهو الأساس وهو الوعى وهو النفاذ إلى المستقبل وبه ومن خلاله صعد الإنسان إلى القمر وخرج من مدار الأرض
العالم يعرف جيدًا قيمة التعليم ودور المعلم ، لكن فى بلدنا الوضع مختلف، فالتعليم الذى يجب أن يكون مثل الماء والهواء ، أصبح بفلوس ، مش ببلاش.!
وفلايمكن أن تتعلم دون أن تدفع ، الآن للأسف الناس تدفع فقط دون تعليم جيد اللهم ما رحم ربى ، لأنه لابد أن نعترف بأنه ليس لدينا جودة تعليم أو منتج جيد.
ولا نعرف ماذا نريد من الأجيال القادمة لأننا لم نرسم ونخطط لما نقدمه لأولادنا فى مراحل التعليم المختلفة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي – من الإبتدائى للثانوي العام – مع أننا لدينا تاريخ عظيم وأبطال وشخصيات لا توجد دولة فى العالم لديها ما لدينا وعلى مر العصور مصر التاريخ والحضارة والثقافة، لكننا لم نستفد جيدًا من هذا التاريخ الذى يجب أن نقدمه فى التعليم لأولادنا.
الحرب البشعة التى ينفذها الصهاينة من جيش الاحتلال الإسرائيلى لإبادة الشعب الفلسطينى فى غزة أثبتت التقارير الصحفية أن اسرائيل تعلم شعبها أن الشعب الفلسطينى ليسوا بشر وأنهم أقل منهم وقتلهم حلال لهم.
هذة دولة صهيونية عنصرية، تغرس فى أطفالها تعاليم ومفاهيم خاطئة و تخطط لكراهية المسلمين.
بعض الدول العربية مثل قطر مستوى التعليم عندها متقدم والجميع يعرف تمامًا أن العرب تعلموا على أيدي المصريين لكنهم طوروا أنفسهم وتقدموا وسبقونا .
فماذا نحن فاعلون؟
لقد استبشرنا خيرا عندما بدأت مرحلة تطوير التعليم الجامعى وبدأ التوسع فى انشاء الجامعات الخاصة ومعها بدأت الجامعات الحكومية تطور من نفسها فتم إطلاق تظام ” الكريديت” والذى يعرف بنظام الدراسة بالساعات المعتمدة ” الكريديت”
-Credit Hour System، وهو نظام تعليمي عالمي متماشياً مع متطلبات سوق العمل محلياً ودولياً و مطبق بمختلف دول العالم كبرى الجامعات.
وهو يعطى الطالب الفرصة فى أن ينهى سنوات دراستة الجامعية فى ثلاث سنوات بدل أربعة حيث تعتمد الدراسة على نظام الساعات المعتمدة.
وهذا الهدف الجميل لانطبقه بهذا الشكل بل تحول ” الكريديت ” الى سبوبة ، أي نعم سبوبة تفننت الجامعات فى أن تعذب الطلاب وأسرهم بل وتتلذذ فى ذلك
مآسي الكريديت حكومي وخاص
وعن تجربة وأقول مؤكدا وعن تجارب لكثيرين ، حكوا لى مآسى أولادهم مع تظام الكريديت سواء كان منهم فى جامعات خاصة مثل جامعة بالمقطم ..أو جامعات حكومية مثل جامعة القاهرة للأسف
ولان الدراسة بالساعات المعتمدة خرجت عن الطريق المرسوم لها وأصبح هدفها مادى “فلوس” أصبح معظم الطلاب عندهم مواد لم يحققوا فيها المستوى رغم أنهم ناجحون فى هذة المواد بما يعنى أنك فى الصيف .. أو ما يسمى “بالسمر ”
لابد أن تدفع ثمن مواد الإعادة وليست مادة واحدة بل اثنين وثلاثة وعلى كل مادة ما يقارب الـ 2000جنيه
أنت تدفع القسط على مرتين لكل المواد ثم تعود فى ” السمر” لتدفع لمواد أخرى
المضحك والمبكى والغريب فى ذات الوقت أن طلاب متفوقون من الأوائل لابد وان “يشيل “له مادة على الماشى ، أجد هؤلاء الطلاب لم يستطع أن يقنع الدكاترة أنه ناجح ..وعلق فى النهاية بأن الفلوس قصرت معاهم علشان كدة شال مادة هو .. وهم متأكدين إنه ناحج فيها .. لكنها السبوبة !!
حكايات يندى لها الجبين بعيدة عن المسئولين عن التعليم سواء وزير التعليم العالى أو المجلس الاعلى للجامعات .. لكن هذا هو حال التعليم جامعى أو قبل جامعي ومن يتخرج لا يحد تعيين له فى مجال تخصصه وأغلب الطلاب يسعى للهروب للخارج بحثًا عن عمل مثل “غسيل الصحون” فى دولة اجنبية ، دا إذا نجح فى السفر للخارج.
أيها السادة التعليم المصرى فيه وبه مآسى يندى لها الجبين ويجب إحكام العملية التعليمية من أجل أبناءنا ومستقبلهم ومستقبل بلدنا .