جمال الزهيري يكتب .. لامجال “للحوارات” .. ولابديل للتركيز أمام الكونغو
** مازلنا ولله الحمد مكتوب لنا أن نستمر فى عالم الإثارة و”الساسبينس” داخل بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم .. ودونا عن كل المنتخبات المشاركة فى البطولة حظينا على مدار المباريات الثلاثة السابقة بأكبر قدر من الرغي والكلام أو بالأحرى “الحوارات” العجيبة والغريبة .. وفى مقدمتها تلك الحوارات والمناقشات عن نجمنا العالمى محمد صلاح المحترف فى ليفربول الانجليزى وهذا الانقسام الفظيع حول موقف اللاعب بعد رحيله ومغادرته كوت ديفوار من أجل العلاج فى ناديه الانجليزى من الإصابة التى لحقت به قبل نهاية الشوط الأول لمباراتنا مع منتخب غانا والتى لم يكن هناك من حديث إلا عنها وارتفعت أصوات الحديث عن حكايات إصابة صلاح ورحيله لتصبح أعلى بكثير جدًا من الحديث عن مشاركة المنتخب المصرى نفسها ووصلت الحوارات إلى ذروتها فى وقت حرج قبل المباراة الختامية لمصر فى المجموعة أمام منتخب الرأس الأخضر مفاجأة المجموعة وخاصة بعد إعلان مدرب ليفربول يورجن كلوب فى انجلترا أن صلاح سيعود فورًا إلى ليفربول لمواصلة برنامج علاجى خاص وأنه سيعود إلى المنتخب إذا تأهل للمباراة النهائية وهو التصريح الذى أصاب الجميع بالدهشة لأنه كان يجب أن يصدر من الاتحاد المصرى لكرة القدم أو إدارة البعثة المصرية اللذين لم يعلنا أى شئ عن خبر رحيل صلاح إلى ليفربول بل حضر صلاح المؤتمر الصحفي استعدادًا للقاء الرأس الأخضر أو كاب فيردى مع فيتوريا المدير الفني للمنتخب المصري دونما أى إشارة للخبر الذى أعلنه كلوب وهو مافجر العديد من علامات الاستفهام والتعجب .
فكانت هذه التناقضات مجالًا خصبًا للآراء داخل مصر ووصل الامر بالبعض للتشكيك فى وطنية صلاح واهتمامه بالتواجد مع المنتخب وكثر الهري حول هذا الأمر ودافع الكثيرون عن صلاح لدرجة ظهور بعض التويتات لصلاح ومدير أعماله رامى عباس ردًا على هذه الاتهامات الباطلة وأنا استنكر هذه الاتهامات فالمسألة برمتها لا تعدو أن تكون تصرفا اداريا خاطئا من بعثتنا التى لم تتعامل مع الأمر بالواقعية المطلوبة لتضع صلاح فى مرمى الاتهامات .. وبعدها جاءت إصابة الحارس محمد الشناوى ورحيله للعلاج فى ألمانيا لتأخذ حيزًا ولكن أقل من الحوارات ، والبعض أشار إلى أن الجهاز الفني للمنتخب تعجل باشراك الشناوى رغم وجود تقرير طبي مع الحارس من الجهاز الطبي للأهلي بإصابة تستلزم عدم مشاركته قبل يوم ٢٥ يناير.
المهم الآن أن نغلق جميعًا كل “الحوارات الجانبية” وأن نركز جميعا فى الموضوع الأكثر أهمية وهو لقاء منتخب الكونغو فى دور الـ ١٦ الذى يُعد بداية للأدوار الاقصائية الحاسمة بعد أن صعدنا بشق الانفس وبثلاث تعادلات بنفس النتيجة (٢/ ٢) وبفضل تعادل موزمبيق مع غانا فى الوقت المحتسب بدلًا من الضائع بعد أن ظلت غانا متقدمة بهدفين نظيفين حتى الدقيقة ٩٠ ولابديل لنا عن الفوز غدًا الاحد على الكونغو فالفوز يعنى استمرار الزحف نحو اللقب الثامن أما الخسارة لاقدر الله فتعنى الخروج من هذا الدور.
عفوًا .. فيتوريا
** مع كل الأمنيات له بالتوفيق من أجل الجماهير المصرية العاشقة للمنتخب الوطنى .. ومع كل الاحترام لشخصه .. لم يقدم روي فيتوريا المدير الفنى للمنتخب ما يجعله يستحق أن نصفه بأنه “مدرب المشروع” أو المدرب الذى يحقق ما نحلم به كما وصفه من تعاقدوا معه فى جبلاية الكرة فلا جديد قدمه منذ توليه مهمته ولايمكن الاعتماد عليه في إنجاز مشروع لأربع سنوات، يجب إعادة النظر فى بقائه بعد عودته من كوت ديفوار خاصة بعدما تكشف من فوارق رهيبة بين مايتقاضاه من راتب وبين مايتقاضاه مدربون كبار فى البطولة الحالية.
وداعًا .. يامحترم
** فقدت الرياضة المصرية وفقد النادى الأهلى واحدًا من أكثر الرجال إحترامًا فى المجال بعد مرض مفاجئ ألم به مؤخرًا أثناء ممارسته لعمله كنائب لرئيس النادي الأهلى ما استدعى دخوله أحد المستشفيات فى ٦ اكتوبر وظل بها للعلاج على مدار أكثر من شهرين حتى أسلم الروح فلبى نداء ربه منذ ساعات.
ومن خلال معرفتى عن قرب بمسيرة الوزير السابق العامرى فاروق أشهد بأنه – وهذا شئ نادر – رجل لم تغيره المناصب الكثيرة التى تولاها ومنها منصب وزير الرياضة فظل كما هو متواضعًا حتى ذهب الى جوار ربه.
رحمه الله وغفر له وكل العزاء لأسرته الكريمة ولزملائه فى النادى الاهلى.. وداعًا أيها المحترم…