أكد الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي، أن رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرد على نتنياهو يعكس الموقف المصري الرافض لسياساته، ورسالة أيضًا بأن الانتهاكات الإسرائيلية لن تمر مرور الكرام، مشيرًا إلى أن موقف السيسي ضربة موجعة لنتنياهو، وتؤكد عزلة إسرائيل إقليميًا ودوليًا.
وقال مهران في تصريحات لـ قناة العربية: إن موقف السيسي يأتي انعكاسًا طبيعيًا للموقف المصري الرافض للسياسات الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية وكافة محاولات فرض الأمر الواقع، مشيرًا إلى أن مصر تؤكد باستمرار رفضها أي مساس بالسيادة الفلسطينية أو أي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين في غزة كما تلوح إسرائيل باستمرار.
وأضاف أستاذ القانون الدولي أن تصريحات نتنياهو التهديدية شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيراً إلى أن الحوار غير مجدٍ مع من ينوي خرق الالتزامات الدولية وفرض الأمر الواقع انتهاكًا للسيادة المصرية.
وأوضح مهران أن رفض السيسي الرد على اتصال نتنياهو يُعَد بمثابة رسالة أخرى قوية تعبّرعن امتعاض مصر من التصريحات الاستفزازية الأخيرة والكاذبة لمسؤولين إسرائيليين ولرئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة في ظل تهديدات الأخير بالسيطرة الأحادية على ممر فيلادلفيا بمحاذاة الحدود مع قطاع غزة.
كما يدل على ضعف الموقف الإسرائيلي، حيث يعكس ذلك إحراج إسرائيل وفشلها في التوصل لتفاهم مع الحليف الاستراتيجي الرئيسي في المنطقة وهو مصر.
وقال مهران إن إعلان رفض الاتصال من جانب إسرائيل نفسها، رغم ما به من إهانة، يبدو متعمدا ومقصودا لاستدرار التعاطف وخلق” ضغوط شعبية” ضد مصر ومواقفها المناوئة للاحتلال.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد رد على الاتهامات التي وجهها مسؤولون إسرائيليون لمصر، حول تسببها في عرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وقال إن غزة كانت تستقبل قبل الحرب 600 شاحنة يوميا يتم دخولها عبر مصر، ولكن الآن يتم دخول نحو 200 شاحنة، مشيرًا إلى أن معبر رفح مفتوح طوال ساعات اليوم.
وأكد السيسي في تصريحات له خلال الاحتفال بعيد الشرطة المصرية، أمس الأربعاء، أن الإجراءات التي يتبعها الجانب الآخر -يقصد إسرائيل- هي التي تعطل دخول المساعدات، للضغط على القطاع وسكانه بسبب موضوع الرهائن.
وأكدت مصادر أن تفسير الرفض المصري للرد على اتصالات نتنياهو يعني رسائل واضحة وقوية لا تحتاج لتأويل، وهي أن مؤسسة الرئاسة المصرية وإزاء التصرفات التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة ورفض إنهائها، والتذرع بوسائل عديدة لإطالة أمدها، وتصريحاته حول محور صلاح الدين واتهاماته لمصر بتهريب السلاح لحماس، جعلت الرئاسة المصرية تتخذ موقفا حاسما بوقف الاتصالات مع إسرائيل ورئيس وزرائها على المستوى الرسمي، وإبقاء الاتصالات الأمنية فقط مفتوحة من أجل الوصول لحل للأزمة.
ورفض الرد على نتنياهو يمثل رغبة مصرية في عدم التعاون معه طالما ظل على رأس حكومته، خاصة أن وجوده على رأس الحكومة يشهد انقساما حادًا وقويًا، ما يؤكد أن الحديث معه ليس مجديًا ولن يؤتي بثماره، مضيفة أن هناك تفسيرا آخر وهو وجود بعض المعلومات حول رغبة قوية داخل الحكومة الإسرائيلية بالإطاحة بنتنياهو، ما يعزز عدم الجدوى في التواصل والتعاون مع رئيس وزراء بات بقاؤه في السلطة محل شك.