اعترفت القناة “13” الإسرائيلية، بالأزمة بين مصر وإسرائيل في الفترة الأخيرة على خلفية الحرب في غزة ورغبة نتنياهو في التحرك باتجاه محور رفح وفيلادلفيا.
وقالت القناة العبرية ،إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفض طلبا لتلقي مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت القناة عن مصدرين إسرائيليين مطلعين، إن ذلك يأتي في ظل الخلافات مع مصر و تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة بشأن محور فيلادلفيا ورفح.
وقالت القناة: إن مكتب نتنياهو تقدم عبر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بطلب للجانب المصري لتنسيق مكالمة هاتفية مع السيسي، لكن لم تتم الاستجابة للطلب
وأمس “الأربعاء”، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.
وقال السيسي، في كلمة له خلال احتفال عيد الشرطة الـ 72، إن مصر ليست السبب في قلة دخول المساعدات إلى غزة ، مؤكدا أن الإجراءات الإسرائيلية هي من تؤجل دخولها إلى القطاع، وهي إحدى وسائل الضغط التي يمارسها الجانب الإسرائيلي على سكان غزة.
وكانت آخر محادثة بين الرئيس السيسي ونتنياهو في 6 يونيو الماضي، و في إسرائيل يقولون إن هناك محادثات مستمرة مع المصريين مع رفض السيسي فتح أي قنوات اتصال معه.
هيئة الاستعلامات تكشف الأبعاد بمهنية
ويوم الاثنين الماضي، أكد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن سعي إسرائيل للسيطرة على محور فيلادلفيا في قطاع غزة، على طول الحدود مع مصر سيؤدي إلى تهديد خطير وجدّي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية.
وقال رشوان، في بيان: إن الفترة الأخيرة قد شهدت عدة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحمل مزاعم وادعاءات باطلة حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والذخائر ومكوناتها، إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية.
وأضاف أن إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر.
وشدد على أنه يجب التأكيد الصارم على أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، سيؤدي إلى تهديد خطير وجدّي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، فمصر فضلا عن أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، فهي قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار.
وأكمل البيان: على الحكومة الإسرائيلية أن تجري تحقيقات جادة بداخل جيشها وأجهزة دولتها وقطاعات مجتمعها، للبحث عن المتورطين الحقيقيين في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، بهدف التربح.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح في وقت سابق،” أن محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية في غزة، يجب أن يكون تحت سيطرتنا،من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه.
وترفض مصر سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، معتمدة في ذلك على معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1979، وكذلك اتفاقية “أوسلو” الثانية في عام 1995، حيث تم الاتفاق على بقاء المنطقة شريطًا آمنًا.
وانتقدت منظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات نتنياهو باستعادة إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا باعتبارها تدميرا للاتفاقيات مع منظمة التحرير ومصر”، وتتحفظ القاهرة على الخطط الإسرائيلية، لمنع تفاقم الأزمة في المناطق الحدودية.
عمق الأزمة المصرية الإسرائيلية:
و وصفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبال مكالمة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأنه دليل على تعمق الأزمة بين مصر وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه في ظل الخلاف العميق بين إسرائيل ومصر حول التحرك المحتمل في محور فيلادلفيا ورفح، طلب مكتب رئيس الوزراء من خلال مجلس الأمن القومي، تنسيق محادثة بين نتنياهو والرئيس المصر ي السيسي لكن المصريين لم يستجيبوا.
وكشفت معاريف عن خلاف كبير بين تل أبيب والقاهرة حول مسار العمل الإسرائيلي، وهو ما يظهر بوضوح في محور فيلادلفيا الذي يفصل مصر عن غزة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الحرب في غزة تضع العلاقات الإسرائيلية المصرية أمام تحديات صعبة.
وأضافت: أول هذه المخاوف هو الخوف المصري من تدفق الفلسطينيين من غزة إلى سيناء عبر الحدود المصرية،والثاني مرور المساعدات الإنسانية من مصر إلى غز ة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، والثالث السيطرة على محور فيلادلفيا، وهو طريق يبلغ طوله نحو 14 كيلومترا ويشكل الحدود بين مصر وغزة.
مصر ترد بصفعة قوية:
و يرى خبير شؤون الأمن القومي المصري، محمد مخلوف، أن عدم رد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على اتصال رئيس وزراء الكيان المحتل يؤكد أن مصر ترد بصفعة ومن دون كلام على الكيان المحتل.
وأشار مخلوف أن مصر ترفض التحدث مع رأس الكيان المحتل لكثرة تلاعبه وعدم مصداقية أحاديثه ووعوده بصفة عامة، وبسبب تصريحاته الإنتحارية والاستفزازية بشأن محور فلادلفيا والحديث عن نيته السيطرة عليه، واذا حدث ذلك فإنه يهدد العلاقات بين البلدين لأنه أمر مخالف لاتفاقية السلام، وهذا الأمر إذا حدث سيكون هناك رد قوي من مصر ومن القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير عبدالفتاح السيسي.
و يرى أنه قد يكون من أسباب عدم رد الرئيس المصري على نتنياهو هو عادة الكيان في توريط مصر بعد كل زيارة أو حوار مع رؤوس الأنظمة، والخروج بتصريحات غير صحيحة، وهذا يمثل احتجاجا مصريا رسميا على أفعاله تجاه أشقائنا في فلسطين.