كُتّاب وآراء

جمال ٱبو الفتوح يكتب : عود البطل .. فرنساوي

“الفرنساوي” فى العامية المصرية ليست مجرد كلمة معناها اللغة الفرنسية وإنما للأسف لها دلالات مغرضة أخرى.. وقد استخدمت  الكلمة مؤخرًا وخلال شهر رمضان المبارك فى أكثر من مناسبة سواء على مستوى المسلسلات الكوميدية أو فى اجتماعات رسمية، وكانت من الإفيهات المميزة للفنان أحمد مكي فى مسلسله الكوميدي ” الكبير أوى”

كما عقد من أجلها الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم مؤتمرًا هامًا مع السفير الفرنسي بالتزامن صدفة مع اهتمام الكبير بالفرنساوي.

الكبير.. والوزير.. والعشق لـ الفرنسية!

و أظهر الإثنان فجأة الكثير من العشق تجاه اللغة الفرنسية  .. حتى أن “الكبير قوي” داوم على حضور دروس اللغة الفرنسية مع ولداه العترة  وجوني .. و السبب طبعًا معروف وهو الوقوع فى غرام العود الفرنساوي للأنسة جورجيت الجميلة مدرسة اللغة الفرنسية ، حتى أنه تنكر فى زى القائد الفرنسي  نابليون بونابرت فى محاولة للتقرب منها .. ولكنه فشل فى النهاية فى إقناع أحد بحبه البرئ  لـ الفرنسية ..

أما بالنسبة لوزير التعليم فقد فاجأ هو أيضا التلاميذ وأولياء الأمور بعشقه المفاجئ للفرنساوي حتى أنه اتخذ قرارا بتدريسه لطلبة المرحلة الإعدادية فى المدارس الحكومية ابتداء من العام القادم كلغة ثانية ، وهو ما يمثل أعباءا إضافية على التلاميذ وأولياء أمورهم، بينما يعانى  التعليم  الأساسى أصلا من العديد من المشاكل وعلى رأسها النقص الحاد فى المدرسين وخاصة المؤهلين منهم، ما دفع العديد من المدارس إلى إغلاق أبواب الفصول وتسريح الطلاب لعدم وجود معلمين، مع توجيه تعميم غير رسمى للطلاب أن يلزموا منازلهم و أن يشرفونا يوم الامتحان بإذن الله ..

كما أصبحت السناتر درة التاج التعليمي فى عهد حجازي بعد أن كانت خارجة عن القانون.

و رغم أنه لا توجد أرقام رسمية عن نسبة التسرب من التعليم .. ولكن” إمبراطورية أطفال التكاتك” تعطينا مؤشرات واضحة بهذا الشأن .

ومن هذا نستنتج أنه لايوجد اهتمام حقيقى بأوضاع التعليم المتردية ولا اهتمام حقيقى بالفرنساوي أو غيره .. ولكن الأكيد أن هناك اهتماما .. حسب تصريحات الوزير  .. بالدعم الذى تقدمه السفارة الفرنسية ، والوكالة الفرنسية للتنمية.

وفى المقابل سيدفع أولياء الأمور ثمن هذا الغرام المفاجئ الذى تم دون دراسات أو  مقدمات .

..  ويبدو أن عشق وغرام  الكبير أوي لم يكن طمعًا فقط فى عود جورجيت الفرنساوي وإنما فى حافظة نقودها  أيضا  ..!! والله اعلم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى