اللبناني وليد عماد يكتب .. عندما قال عبد الناصر لرئيس الوزراء .. دا المُعلم كمال جنبلاط !
الزعيم والقائد جمال عبد الناصر مجد الأمة العربية وتاريخها الناصع والقائد العملاق الذي أنهى حكم الملكية في مصر وأمم قناة السويس وبنى السد العالي ودحر العدوان الثلاثي عام 1956.
أحب عبد الناصر الزعيم والقائد كمال جنبلاط وبارك رسالته الإنسانية والتقدمية الإشتراكية وكرم بني معروف.
أين الأمة العربية من عهدها في زمن عبد الناصر من عهد التخلف والتفكك والضياع، فلن يجود التاريخ بمثل زعيمين كبيرين فخر الأمة وعظمتها عبد الناصر وكمال جنبلاط.
فقد توافقا الزعيمان في الفكر والرؤية وحملا على أكتافهما هموم الأمة العربية ، ولم تكن علاقة كمال جنبلاط بالزعماء والقادة في العالم إلا وتصب في صالح وخدمة القضايا العربية والقومية.
ففي الفترة الأخيرة وقبل وفاة الزعيم عبد الناصر كان كمال جنبلاط في زيارة لصديقه الرئيس الجزائري هواري بومدين حيث كانت تربطه علاقة مميزة أيضا بالرئيس بومدين، وسأله كمال جنبلاط عن أسباب الخلاف بينه وعبد الناصر وحاول تقريب وجهات النظر بينهما.
وعندما سمع بومدين حديث كمال جنبلاط أكد له أنه مهموم مثله بأزمات الأمة العربية، وسوف يسافر إلى موسكو خلال أيام وتسليم شيك على بياض للمسئولين الروس لعقد صفقة أسلحة حديثة لمصر وسوريا خلال حرب الاستنزاف التي استنزفت إسرائيل في العتاد والأفراد، وكانت لهذه الصفقة دورا مهما في انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973.
و في إحدى المرات استقبل الزعيم الكبير جمال عبد الناصر الزعيم كمال جنبلاط في المطار، فهمس رئيس الوزاء المصري آنذاك في أذن الزعيم عبد الناصر قائلا : سيادة الرئيس حضرتك رئيس جمهورية والسيد كمال جنبلاط وزير، وهذا يخل ببروتوكلات الاستقبال سيادة الرئيس .
فالتفت الزعيم الكبير عبد الناصر، لرئيس وزائه ونظر إليه وأجابه في هدوء” يابني دا المُعلم كمال جنبلاط، دا بفكرو وعلمه لازم يكون من كبار القادة في الصين أوحتى الهند، بس أدروه إنو ولد في لبنان بلد صغير ماتتحمل علمه وفكره ورؤيته وفلسفتو للحياة .. علشان كده، ووفاءً لكمال جنبلاط حفضل استقبله بنفسي” لأنو مبيعرف الحر غير الحر .. هكذا كانت علاقة الرئيس الزعيم عبد الناصر بالزعيم كمال جنبلاط .. رحمهما الله .