كُتّاب وآراء

أحمد طه يكتب .. احذر من تحول العلاقات الإنسانية إلى تجارية

لو معزوم عند حماتك وعملت لك أكلة عظيمة وبعد ما أكلت وشربت الشاي قومت مطبق لها ٢٠٠ جنية وقلت لها تسلم إيدك ده حساب الأكل، غالبا هترميك بره وأكيد مش هتعزمك في بيتها تاني.

جمعية خيرية (في أمريكا) طلبت محامين مقابل أجر منخفض، لم يجدوا أحد، فكان الحل أن طلبوا محامين متطوعين فتقدم الكثير.
إحنا كبشر عندنا معيارين للتعامل، معيار مجتمعي و معيار تجاري، لما حماتك اشتغلت يومين متواصلين علشان تعملك الأكله الحلوة كانت بتفكر بالمعيار المجتمعي، عملت المجهود وكانت مبسوطة وهي بتعمله علشان عايزاك تنبسط والمقابل المنتظر هو حب واهتمام وشكر.

المحامي لما عُرض عليه أجر في الجمعيه الخيريه فكر بشكل تجاري فلما كان الأجر أقل كثيرا من السوق رفض، لكن لما عُرض -على غيره- الأمر بشكل تطوعي فكر بشكل اجتماعي فوافق.

أسوأ شيء ممكن تعمله إنك تحول علاقة إنسانية لعلاقة تجارية، أول ما هنتكلم عن حقوق الرجل أو حقوق المرأة وما يجب عليها وما لا يجب عليه بنخرج العلاقة من إطار إنساني يحكمه المودة والرحمة إلى إطار تجاري يحكمه قواعد السوق والمصلحة، ارضع الواد وتدفع كام؟ انظف البيت وتدفع كام؟ ده مش زواج دي صفقة.
لما ربنا يكلمنا عن الزواج يقولنا أنه آية من آياته، يكلمنا عن المودة والرحمة، ده بالظبط اللي الإطار المفروض الناس تتكلم فيه مع المتزوجين او المقبلين على الزواج.

في المقابل ربنا يكلمنا على الحقوق والواجبات بشكل قوي جدا وواضح عند الطلاق،
” فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ”
“أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ”

أنا مش بقول مفيش حقوق ولا واجبات، بقول إن الأصل هو المودة والرحمة، الأصل هو الاتفاق والتراضي، الأصل هو التناغم والتغاضي، عقد الزواج لا يحتوي على تفاصيل، وده قديمًا وحديثًا، رغم اهتمام القرآن بتدوين الحقوق وفرض -مثلا- كتابة الدين لكن لم يكن هناك عقد مفصل للحقوق والواجبات في الزواج .

أما بقي الناس اللي بتدور علي فتوي علشان تاخد مكاسب في حياتها الزوجية فدول بيخرجوا العلاقة الجميلة من معناها وتتحول إلى علاقة مصلحة وده في رأيي أسوأ ما يمكن أن يحدث في الزواج.

اتفقوا على الشكل المناسب لحياتكم، اتكلموا وناقشوا، حاول تحط نفسك مكان الطرف التاني وتشعر بمخاوفه، عمر ما المشاكل هتتحل لما تطلع للتاني فتوى ان ده مش واجب عليك لان ببساطه هيكون في فتوى أخرى تقول لا ده واجب، الحل مش بالإرغام الحل في التفاهم، أما في حال استحالة العيش يكون الأصل هو الحقوق والواجبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى