صبري حافظ يكتب .. فيتوريا مازال بالقاهرة..!
الأسبوع الماضى أكدت أهمية العزم للوصول لأبعد نقطة فى بطولة أفريقيا المفقودة منذ 14 عاما، شريطة أن يتمتع المنتخب بإدارة واعية داخل وخارج الملعب، وخط وسط « نموذجي» كحائط صد أول أمام جحافل هجومية، وخط أول للهجوم متنوع الانطلاق والمحاولات، وملء منطقة الثلث الأخير من ملعب الخصم.
والعناصر الثلاثة افتقدها الفريق أمام موزمبيق، فلا إدارة خارج المستطيل أو داخله، وفيتوريا يبدو طيفه فقط مع المنتخب ولم يصل بعد كوت ديفوار، دون معرفة بمستوى لاعبيه، أو قدرة على التدخل فى التوقيت المناسب لتصحيح الأوضاع المعوجة.
غاب الوسط المدافع القادر على تخفيف المرتدات العكسية أو بدأ هجمة منظمة للجناحين والعمق، ولا وسط هجوميا يملأ الثلث الأخير.
مشكلة فيتوريا أنه لا يعترف بالمحلى، ويحتضن المحترف ولو دون المستوى، وتصريحاته تنم عن ذلك حول أزمة الكرة المصرية، إذ قال: الأندية لا تشجع على احتراف لاعبيها بالخارج، ورغم موهبة اللاعب المصرى إلّا أن ما يُحجم إمكانياته انغلاقه فى المحلية، ورغم الاتفاق معه، إلا أنه لا يعنى تفضيل المحترف على المحلي «على طول الخط» خاصة لو الأول عطاؤه أقل.
وتزداد الأمور تعقيدًا عندما يلعب لاعب فى غير مركزه، وصلاح فاعليته كجناح وليس كمهاجم صريح، وفيتوريا مصمم على وجوده بالصندوق، ما يعرضه للرقابة وإضعاف ميزة الانطلاق والمراوغة والابتعاد عن الرقابة والتحرك بأريحية.
فيتوريا مُصر أيضًا على وجود الننى رغم أن مروان عطية خاض العديد من المباريات الأفريقية مع الأهلى فى دورى الأبطال، ومدربين كُثر قادوا منتخب مصر وتمسكوا بوجود الثنائى «الننى وأحمد كوكا» ولو لم يشاركا مع نادييهما، وكذلك تريزيجيه «المحجوز مكانه مع البداية و تحت أى ظرف»!
ومن الطبيعى مع وجود تشكيلة تحتاج لإعادة «تسكين» تروسها من جديد، يتجمد التمويل للأطراف ورأسى الحربة واستغلال ألعاب الهواء التى يتميز بها مصطفى محمد، خاصة مع الدفع بمحمد حمدى وجلوس أحمد فتوح على دكة البدلاء!
من المنطقى أيضا مع التروس الخاطئة تتضاعف أخطاء المدافعين، فخط الدفاع الأول «الوسط المدافع» تائه، وشوارع رئيسية وجانبية مفتوحة لتنكشف عيوب قلبى الدفاع أحمد حجازى ومحمد عبدالمنعم اللذين يعيشان أسوأ الفترات عكس أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون.
كان بإمكان حجازى وعبدالمنعم الحفاظ على شباك مصر نظيفة فى افتتاح المشوار، وتاريخيًا، إذ سجلت موزمبيق لأول مرة فى شباك مصر التى بقيت عذراء 5 مواجهات سابقة بين المنتخبين، ليعود الفضل لهما فى كتابة الأفاعى السوداء تاريخًا على حساب الفراعنة- لو تمركزا جيدا فى الهدفين.. الأول لـ«ويتي» برأسه الذهبية الذى أعاد للأذهان أهداف جمال عبدالحميد وهو يعانق الفضاء! والثانى «كليسيو» الذى أسقط حجازي «مراوغة» أرضا وبشكل «مش حلو»!
منتخبنا قادر على مغادرة محطة «موزمبيق» سريعًا، واستعادة الانتصارات بدءًا من مباراة اليوم مع غانا «المتواضع»، رغم أنه جريح ويحاول تعويض خسارة الرأس الأخضر، حاملًا على أكتافه فقط ذكريات المجد عندما كانت النجوم السوداء تخيف بأضوائها منافسيها!