الكاتب اللبناني وليد عماد يكتب .. المُعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي لاتعرفه “1”
الشهيد كمال جنبلاط ، هو زعيم الدروز اللبنانيين ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، تولى قيادة الحركة الوطنية خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
وهو مفكر، وفيلسوف، وأحد الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، كانت علاقته قوية بالزعيم جمال عبد الناصر وسوف نتناول هذه العلاقة التي خدمت الأمة العربية في مقال الأسبوع المقبل إن شاء الله.
اغتيل الشهيد كمال جنبلاط، في 16 مارس 1977، وقد كُتبت أشعار وأغاني في رثائه، ويعتبر البعض اغتياله كان دفاعاً عن السلاح الفلسطيني، خلفه في زعامته ابنه وليد جنبلاط.
والشهيد كمال جنبلاط نائبًا ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس الحركة الوطنية اللبنانيه ،ورجل عالمي حائز على وسام” لينين” ونصير فلسطين وصديق جمال عبد الناصر ومن مؤسسي الاشتراكيه العالمية.
من مؤلفاته.. ربع قرن من النضال، من أجل لبنان،لبنان في واقعه العربي ومرتجاه، وجه الحبيب،فلسطين قضية شعب وتاريخ وطن،تمنياتي لإنسان الغد، نكون أو لانكون،أحاديث عن الحرية، العلاج بعشب القمح، هذه وصيتي، وغيرها من عشرات المؤلفات والكتب القيمة.
توقفت عند خواطره ووجدتها تناسب كل زمان ومكان ومن أهم محطات توقفت عندها :
* يقولون إن الخوف هو الذي يمنع التغيير، ونحن نقول إن التعصب الطائفي والعنصري هو الذي يرفض التغيير.
عدم إرادة العدل والمساواة والأخوة هو الذي يمنع التغيير،وفي نهاية المطاف سيحصل، حكمًا، التغيير، مهما تباطأ المسؤولون وغير المسؤولين في مباشرة تحقيقه،لأننا في النهاية سننتصر جميعًا على عنف الإنعزالية وعلى عنف الدولة وعلى عنف السلطان.
* يخطئ بعض الحكام في تصورهم، أن إسرائيل وهي وجه لوجوه “الوحش” من جيل إلى جيل في كينونة المادّة والجاه والمجد، يخطئ هؤلاء الحكام إذا واجهوا إسرائيل بغير منطق العنف والمال. ويخطئ العرب أيضاً إذا انتظروا الفرج والسلام من “الوحش” الآخر الأميركي، المرتكز على سياسة غلبة العنف والمال، فهو أيضاً لا يفهم لغة الأخلاق والعمل والإنسانية.
في كل حضارة ضمرت وإضمحلت عبر التاريخ ، كان فيها للترف والتهالك على التلذذ والتلهي والإسراف ، حظ في إستعجال هذا التهدم والإضمحلال .
* وفي رحاب فكر الكمال، يقول: الجدل غايته الكشف عن الحقيقة بالنسبة لمن تجادله، وبالنسبة إليك أيضا ..ونحن بحاجة دائما إلى أن نعرض أفكارنا ومبادئنا على الآخر لكي يزيد اقتناعنا بها ..إنما الإقتناع هو تزاوج العقول وانصهارها، ولو إلى حين ،في معرفة الحقيقة والحقيقة تفرض التجرد عن كل هوى في النفس ،ومصدر الأهواء هو تحكم الأنانية بالفكر وبالشعور.
فالمجادلة والنقاش،تفرض وتفترض الوداعة الكلية والتواضع ..ولا أجد أجمل وأروع من كلمة الوداعة في لغتنا العربية، وقد لا نجد لها مثيلا متطابقاً في غيرها من اللغات، وهي تعني الخفر والاحتشام ، والصبر والتفهم والبراءة ، فوق ما يحمله معناها الأصلي … وآثروا الصمت معظم الأحيان ، ولا تتبذلوا فالتبذل يفقد الإنسان الكثير من هيبته وجديته ، وقدرته على الإقناع والإقتناع .
لا تتقصدوا الحكم على الناس من خلال مجادلتكم ،فإن الناس في غنى عن رأيكم بهم وعن تقولكم عنهم..!