كُتّاب وآراء

مجدي سلامة يكتب .. نبوءة للمنتخب .. لا تتفاءلوا كثيرًا

أمس الأول سافر المنتخب الوطنى لكرة القدم إلى “كوت ديفوار”( ساحل العاج) لخوض منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية، كبرى البطولات الرياضية في القارة السمراء.. ولم يسافر المنتخب وحده، ولكن صحبته دعوات ملايين المصريين، الذين يتمنون له الفوز بهذه البطولة التي تنطلق منافساتها بعد غد السبت.. و لست من هواه قراءة الطالع، ولا من عشاق البحث عن النبؤات، ولكن ما جرى خلال الأيام الأخيرة أراه مقدمة لنتائج قد لا ترضي عشاق المنتخبـ وتوقعي هذا يستند على أكثر من مشهد له دلالاته.

• أول تلك المشاهد هو الاحتفاء الكبير بالمنتخب قبل سفره، فالكل مبتسم وفرحان “ووثيق من الفوز” كما كان يردد محمد هنيدي في فيلم ” فول الصين العظيم” والجميع يتحدث عن العودة بالكأس، وكأن المنتخب ذاهب في رحلة ترفيهية إلى حزر المالديف ليستمتع ويقضي أياما سعيدة ثم يتسلم الكأس ويعود به إلى القاهرة!..
وهذا الاختفاء الكبير بالمنتخب قبل سفره أشبه – في رأيي- بالاستعراضات العسكرية التي امتلأت بها شوارع القاهرة قبيل يونيو 1967، واستقبلها جموع المصريين بفرحة طاغية، وتصوروا أننا قادرون على محو إسرائيل من الوجود،وانتشر هتاف ” عبد الناصر يا حبيب بكرة هندخل تل أبيب” ولما جاء بكرة استيقظنا على فاجعة النكسة !

• المشهد الثاني هو انتشار شعور عام في كل وسائل الإعلام وفي السوشيال ميديا بأن محمد صلاح هو الأمل الوحيد وهو البطل الوحيد وهو مفتاح الفوز الوحيد، وهذا شعور مدمر لباقي لاعبي المنتخب، وسيكون له تداعياته السلبية الخطيرة على الأداء الجماعي للمنتخب، خاصة وأن أي منصف سيلاحظ مثلا أن محمود حسن تريزيجية ” بيموت نفسه في الملعب ” ويبذل حهدا يفوق أضعاف ما يبذله صلاح ، ومع ذلك يظل الإعلام موجها عدساته ومنصات مديحه إلى صلاح وحده، رغم كل ما يبذله تزيزيجيه ومرموش وزيزو وإمام عاشور ومحمد هاني وحمدي فتحي ومصطفي محمد – من عرق وجهد في الملعب..وحكاية البطل الواحد في كرة القدم مدمرة لأنها ببساطة لعبة جماعية .

• المشهد الثالث لمحته بوضوح في المباراة الودية الأخيرة التي لعبها المنتخب قبيل سفره للبطولة، وهو أن محمد صلاح نفسه صار لدية حالة من الإحساس بالعظمة، ويريد دائما أن يكون هو الكل في الكل .. يريد أن يكون هو الوحيد الذي يسجل الأهداف وهو الوحيد الذي يصنع الأهداف، وهو الوحيد الذي يراوغ ببراعة وهو الوحيد الذي ينتزع آهات الجماهير، فإذا ما فعل غيره بعضا من تلك الأشياء لا يكون سعيدا، ومن يريد الدليل علي ذلك ليس عليه سوى متابعة رد فعله وتعبيرات وجهه عندما أحرز تريزيجيه هدف المنتخب الأول في المباراة الأخيرة ..أعرف أن الكثيرين سيغضبهم ما أقول وسيعتبرونه تجنيا على صلاح، ولكن تلك هي رؤيتي ولا أبغي بقولها إلا دق جرس إنذار لصلاح نفسه وهدفي في المقام الأول مصلحة المنتخب الذي يمثل وطني الذي لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي .

• المشهد الرابع : تصريحات المدير الفني للمنتخب التي يؤكد فيها أنه لا يعد بالفوز بالكأس” .. يا سلام.. طيب اتحاد الكرة متعاقد مع حضرتك ليه يا كوتش؟!.. هل حضرتك تحصل على حوالي 2.5 مليون يورو في وقت تعاني فيه الدولة من أزمة اقتصادية كبيرة ثم لا تعدنا حضرتك بشيء؟!
سيقول قائل أن الكابتن الجوهري قال تصريح مشابه قبل ذلك ثم عاد بكأس البطولة، وأقول لأصحاب هذا الرأي أن الكابتن الحوهري كان مدربا وطنيا ولم يكن يحصل على 10% مما يحصل عليه الكابتن قيتوريا، كما أن الجوهري – رحمه الله- كان بحكم خلفيته العسكرية مناورا ذكيا و”داهية تخطيط”، ولهذا اشتهر بلقب الثعلب، بينما الأستاذ فيتوريا لا يعرف المناورة ” وملوش فيها” كما يقولون، ثم إن الخواجات عموما إذا قالوا كلمة فإنهم يقصدونها تماما بلا مناورة ولا مداورة ،وبالتالي فهو يقصد ما يقول ، وبالتالي إذا فشل – لا قدر الله في الفوز بالبطولة سيقول ببساطة: أنا لم أعد بشيء !

• المشهد الخامس هو أن خط دفاع المنتخب ليس في أفضل حالاته، صحيح أن أحمد حجازي موجود، ولكنه في الحقيقة لم يعد حجازي (بتاع زمان) وصحيح أن عبدالمنعم موجود ولكن ” منعم” له هفوات قاتله تحتاج دوما لمن يسد ثغرات تلك الهفوات، أما على حبر فلو كان هو نفسه على جبر “بتاع زمان” فقل على دفاع المنتخب السلام .

ختاما تلك قناعاتي وهذه رؤيتي وأدعو الله من كل قلبي أن يخيب ظني ويفوز المنتخب بالبطولة ليسعد ملايين المصريين، الذين لم يعد لهم سوى باب واحد يسعدهم وهو كرة القدم.. ويارب مصر تفرح.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى