الكاتب اللبناني وليد عماد يكتب .. وليد جنبلاط يكسر الريح و الأعاصير و لا ينكسر
قد يكون وليد جنبلاط رجلًا في ثورة أو ثورة في رجل أو الإثنين معًا، وقد يكون اسمه السبب، فهو آتِ من الفولاذ أو ربما الفولاذ أشتق منه لافرق..فهو في كلتا الحالتين من معدن.
غريب إذا ضُرب صار أكثر صلابة، وإذا دُوب صار أصعب، وإذا حاولوا تخفيفه أو صقله صار كالذهب الخام.
هذا الوليد يحمل في تقاسيم وجهه تاريخًا لاينتهي، وعلى منكبيه إماراتين لاتزولان، واحدة لمجد لبنان إن مشى حرك قلاعًا، وإن توقف أخمد بركانًا.. وليد جنبلاط ،هذا الثائر دون ثورة، المقاوم دون مقاومة، المعارض الدائم حتى ولو كان مواليًا يعرف متى تسقط عروش، ويعرف متى تقوم بل هو من يسقطها وبإذنِ منه تقوم، له تليق المنابر والساحات والمجالس.
وليد جنبلاط حتى لو استقال أو تنحى أو ترك الساحة سيبقى القائد، وسيبقى الرئيس، سيبقى فوق كل الألقاب والمناصب، اسمه، رسمه يُسعدنا ويُرعبهم، كالأرز يكبر ولا يشيخ، يقاوم ولا يتعب، كالجبل يُعانق الغيم، يرافق إشراقة الشمس وإطلالة القمر، يكسر الريح والأعاصير ولا ينكسر ..كالنهر والينابيع، كريم معطاء لاينضب ولا يجف، كالحب،كالأمل، كالأحلام ،لايهدأ، لاينتهي، بل يعود في القلب في الذاكرة في الضمير والاحساس.
فهو داخل حنايا الروح يُلازمنا، يُرافقنا، يُقوينا، كالوقت والعمر، منه التاريخ وبه الحاضر وله المستقبل وما بعده.
سيبقى الرفيق والصديق، البطل في الجبهات، والأخ في الجلسات ،والحكيم في القرارات، العشق والحب منذ ولادتنا وحتى الممات.
هو كمن يقدم فنجان ماء للبحر، كمن يحجب الشمس بإصبع وأنت عكازًا تسند جبلًا، فالأمن يهاب قُربه ، والريح تخشى صوته، والبحر لغسل أقدامه، والشمس شئ من جبينه، والقمر له منارة، والأرض له ساحة، والزمن له ساعة…حتى رأيت عكازًا خجولا بيد من كان الزمن بيده وكانت الأرض بجيبه وكانت الكواكب تدار في مداره.
رأيت من دانت له المساحات وخفت له الأثقال وهانت له المشقات، وتكسرت على ضفافه الأنواء، وتصدعت على وقعه الجبال، واخضرت له الصحاري.. رأيت ذلك الذي لايشبه أحدًا .. خانك الزمن يامُقلة العين لن تشيخ حتى وإن رأت عيني..فعيني أصلًا لاترى…!