أحمد زحام يكتب .. هل لدينا ريتاج و عبير ؟
ظاهرة انتشرت بين الأطفال الموهوبين، روج لها أولياء الأمور، فرأينا عددا من الأطفال لقب نفسه بأصغر مبدع، وشجعت على ذلك دور النشر التي تجري وراء الشو الإعلامي، المؤسف أنه تعددت الكتب الصادرة والتي تحمل إسمهم، حتى أن هناك أطفال صدر لهم أكثر من كتاب، حريصون على أن يصدروا كتابا كل عام، خالية من الإبداع، واختلط عليهم الأمر مابين المقال، والقصة، والذي يثير الدهشة أن تلك دور النشر لا تبحث عن القيمة المضافة للطفل، وتبحث عن كيفية الحصول على أموال الطباعة، يحصلون من أولياء الأمور على مبالغ تختلف من دار نشر إلى دار نشر، دون معرفة ماهي الكتابة، والذي يحدث أنهم يفسدون الطفل المبدع، باعتبار أن ما يكتبه ينشر في كتاب، وأنه جيد وهو ليس جيد.. أتذكر أن جيلنا لم يحصل على كتاب من تأليفه إلا في الكبر، ومع إنتشار دور النشر الخاصة إختلط الجيد بالرديء، أسأل الطفل المبدع هل تقرأ ؟ وماذا تقرأ ؟
والإجابة كتابة لا قراءة، عندما نقرأ قصصًا مثل هذه، نشعر بالأسى والحزن الشديد. فهي تذكرنا بمدى الإهتمام بالشكل دون الموضوع.
وتتصدر صفحاتهم بعبارات أصغر كاتبة وأصغر شاعرة إعلامية، وأخرى تكتب أصغر إعلامية، وهكذا من الألقاب التي لا تنتهي.
ليس هذا قاصرا على الأطفال في مصر، ولكن هناك ريتاج ١٣ سنة في السعودية،طفلة سعودية على عرش أصغر كاتبة في العالم ريتاج حسين الحازمي البالغة من العمر 13 عاما تصبح وفق موسوعة غينيس أصغر طفلة في العالم تنشر سلسلة كتب.
ريتاج حسين الحازمي: ” أكتب لمجتمع زملائي من الأطفال .
أصبحت الطفلة السعودية ريتاج حسين الحازمي، البالغة من العمر 13 عاما “أصغر كاتبة في العالم تنشر سلسلة كتب، وفق تصنيف صادر عن موسوعة غينيس للأرقام القياسية،و ابتكرت ريتاج قصصا خيالية للأطفال لمساعدتهم على التفكير بشكل أكثر إبداعا وتوسيع خيالهم، وبيع الكتب من خلال متجرها على الإنترنت والعديد من بوابات الإنترنت الأخرى.
وحصلت طفلة مغربية عمرها 14 سنة على لقب أصغر كاتبة في العالم العربي، وهي الطفلة المفغربية، عبير عزيم ولاقت الطفلة تشجيعا من أدباء وأساتذة مغاربة.
ولكن الذي حدث عندنا أن كل طفل وكل طفلة أطلقوا أهله عليه هذا اللقب، فجاء فارغا من المحتوى، فمتى نكف عن ترديد تلك المسميات ونهتم بالمضمون قبل الشكل، فهل لدينا ريتاج وعبير؟