أحمد زحام يكتب .. المشهد الأخير في حياة مجلات الأطفال
تعتبر مجلات الأطفال الأكثر رواجا واهتماما من الأطفال عن كتاب الطفل، فإذا خيرته بين المجلة المصورة والكتاب لاختار المجلة، هذه التجربة مارستها أكثر من مرة في ورش التحكيم ، عندما كنا نوزع على الأطفال الكتب والمجلات بواقع إصدار واحد لكل طفل، كان الأطفال يعيدون الكتب، ويطلبون المجلة، لأنها بالطبع أكثر تنوعا من الكتاب، وعليه شهدت مجلات الأطفال المتداولة داخل مصر إقبالا من الأطفال وأولياء الأمور، أو هكذا نزعم، فمجلة مثل مجلة قطر الندى للأطفال الصادرة من الهيئة العامة لقصور الثقافة تكاد تنفذ طبعتها، ولا يوجد لها مرتجع لرخص ثمنها، وأيضا مجلة نور الصادرة من رابطة خريجي الأزهر، وتقف مجلة علاء الدين في قائمة الأكثر توزيعا، وحصولها على شهادات شهرية بنفاذ المطبوع، ظل هذا الحال في السابق بشكله الذي ولد عليه، وبين يوم وليلة ونتيجة التغيرات الحالية في أسعار الورق والطباعة، نال كل واحدة منها ضررا، مما أثر على شكلها النهائي المقدم للأطفال، مجلة قطر الندى التي كانت تصدر نصف شهريا بين يوم وليلة… أصبحت تصدر شهريا، وتقلصت أعدادها، ومجلة نور أصبحت أقل في الطول والعرض وإن احتفظت بجودة الورق والألوان، ولكن ما خف حجمه وقل جودة ورقه بشكل عجيب كانت مجلة الفردوس الصادرة عن وزارة الأوقاف فأصبحت مجلة صغيرة الحجم، قليلة الصفحات رغم ما حققته خلال الفترة الأخيرة من نجاحات، وكأن تكلفة إصدارها سيفلس وزارة بحجم الأوقاف، ولم يعتبروها حتى حسنة جارية، لاختلاف المقدم للطفل فيها عن غيرها من المجلات، ثم مجلتي سمير التاريخية التي تصدر عن دار الهلال، وفارس التي تصدر عن دار أخبار اليوم، البتاني تعانيان من فقر في الورق من حيث الجودة… هذا هو الحال، أهمية مجلات الأطفال تأتي من أهمية ثقافة الطفل، يذكرني ما قدمه أحد أعضاء الحزب اليميني المتطرف في فرنسا في القرن الماضي أن طلب في الاجتماع الدوري للجنته المركزية إصدار مجلة أطفال، خاصة بعد تراجع شعبيته، وطلب دعم مشروعه بمبلغ من المال اعتبروه مبالغ فيه، فأخبرهم أن ما يصرف اليوم على تلك المجلة هو استثمار في طفل اليوم للغد، لأنه سيكبر محملا بأفكارنا، وقالوا في الأمثال الشعبية إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فهل يعي القائمون على الثقافة الرسمية أهمية دعم مجلات الأطفال وزيادة المجلات عددا… بدلا من تقليصها وقتلها.