كُتّاب وآراء

صبري حافظ يكتب .. حظ الأهلي .. و إلغاء الرابطة

استحق فريق الأهلى الوصول لنهائى كأس السوبر و الاصطدام بـ«مودرن فيوتشر» الخميس فى لقاء يبدو للبعض ليس بقوة وجود بيراميدز، رغم أن مواجهة الأهلى مع فيوتشر خلال 4 لقاءات لم يحقق فيها الأهلى سوى فوز وحيد والثلاثة الأخرى انتهت بالتعادل، والغريب أن الفوز الوحيد الذى حققه الأهلى كان برباعية وتحت قيادة المدرب البرتغالى ريكاردو سواريش الذى لم يحالفه التوفيق مع القلعة الحمراء لظروف انتقالية بالفريق الأحمر، ومع توديعه للنادى أكد وكأنه يقرأ المشهد فى استغاثة لتعرضه لظلم الاستبعاد، أن الأهلى سيكتسح البطولات بدءًا من الموسم المقبل وشدد وقتها فى مؤتمر صحفى قائلًا: «تذكروا هذه الكلمات» وبالفعل تحقق ما توقعه.

الأهلي أمام سيراميكا استفاد من درس فلومينينسى البرازيلى فى مونديال الأندية، لم يُجهد نفسه ولعب بشكل اقتصادى وبرجماتى مدخرًا قوته–ليس لأنه يعلم الفوارق بينه ومنافسه أو ضامنًا للفوز- ولكن لأن السويسرى مارسيل كولر ولاعبيه يعلمون تأثير الجهد الفترات الأخيرة، وفرض الجرى على الكرة أكثر من اللاعبين أنفسهم، ويقين كولر أن المنافس سينزل اللقاء بحماسة شديدة رغبة فى إحراج ثالث العالم واستغلال إجهاده، ومع مرور الوقت كان الإجهاد ينال من سيراميكا نفسه، وأطال من أنفاس الأخير الروح والرغبة فى الخروج من عنق الزجاجة للاقتراب من كأس بطولة فى مواجهة تالية أقل ثُقلًا ومتاعب مع فيوتشر، حيث يقترب الحلم.

ومثلما كان الأسطورة محمد على كلاى يلف ويدور حول جنبات حلبة الملاكمة، ويطير كالفراشة ويلدغ كالنحلة، ويستهلك جُهد منافسه، فعل الأهلى محتفظًا بقوته الدفاعية والبدنية، ومع الدقيقة الأخيرة ينطلق إمام عاشور ويلعب كرة عرضية تبدو «ميتة» والمباراة تُنهى أنفاسها بتعادل الفريقين، ولأن اللاعب بذل جهدًا وكان لديه إصرار وإحساس وتوفيق وهو فى اتجاه منطقة جزاء سيراميكا ويقترب من المرمى أن الكرة سيقابلها زميل له أو تصطدم بأى قدم وتدخل فى ظل «زحمة وارتباك»، ولأن التوفيق لا يأتى إلا لمن يستحقه فقد اصطدمت الكرة بقدم المدافع أرثر إلى المرمى قبل أن تصطدم أيضاً بقدم زميل له والقائم، إذ إن الدقائق الأخيرة يفتقد فيها المُجْهد بدنيًا ونفسيًا وفنيًا التركيز، وهى دقائق تتسم دائما بإصابات «السكتة الكروية» لمن أجهد نفسه قبل وأثناء المباراة تفكيرًا وقلقًا!

ومواجهة الأهلى اليوم أمام فيوتشر ستختلف وسيحسمها كعادة لقاءات الندية «خطأ هنا أو هناك» ومن يستغل أنصاف الفرص، والتوفيق مهم ومطلوب فى الساحرة المستديرة فى ظل غياب ثوابت عدة.

** مع خروج بطولة كأس الرابطة للنور طالبت بإلغاء البطولة لعدم جدواها، فهى تزيد من إرهاق لاعبينا رغم وجود مثيلات لها فى الدوريات الأوربية، إلا أن الأمور لا تُدار بمجاراة الآخرين وتقليدهم خاصة عندما تكون ظروف الآخرين أفضل منا تنظيمًا ورؤية وفكرًا وإمكانيات لاعبين، لهذا لم يكن مفاجأة إنسحاب الأهلى والزمالك، وغياب أحدهما عن بطولة يُضعفها، بدليل ما ردده المسئولون عن الكرة فى مصر والإمارات بأن غياب الزمالك عن السوبر الحالى أضعف البطولة.. الدراسة الجيدة ضمانة لأى مشروع قبل فرض أى فكرة تفشل قبل بدايتها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى