مجدي سلامة يكتب .. مصر و النادي الأهلي
ونحن على أعتاب فترة حكم جديدة للرئيس السيسي، هل لنا أن نحلم بأن نكون بعد 6 سنوات دولة عظمى؟ هل نحلم بأن نصبح دولة قوية الاقتصاد، وألا يكون بيننا جائع ولا مظلوم ولا حزين ولا جاهل ولا عاطل ولا محروم ولا متسول ولا مريض عاجز عن شراء الدواء؟
الحقيقة أن تحقيق ذلك كله ممكن ومتاح، ولكن الأحلام بلا إرادة ليست سوى أحلام يقظة لا تتحقق أبدا، وحتى لا تكون أمانينا مجرد أحلام يقظة يجب أن ترتفع إرادتنا إلى مستوى أمنياتنا، وأن نؤمن بأننا قادرون على تحقيق حلمنا.
نعم نحن قادرون على أن نصبح من العظماء، والدليل واضح أمام أعيننا، فقط انظر حولك وستجد بيننا فى مصر من نجح فى نقش اسمه فى صدر قائمة عظماء العالم، فعلها علماء مثل العظيم أحمد زويل، وأطباء مثل العظيم مجدى يعقوب، ومهندسون مثل العظيم هانى عازر، وأدباء مثل العظيم نجيب محفوظ، وفنانون مثل الرائع عمر الشريف، ولاعبون مثل محمد صلاح، وفعلتها أيضا كيانات، مثل النادى الأهلى الذى صار رابع أندية العالم فى عام 2023 حسب تصنيفات الاتحاد الدولى للتاريخ والإحصاء.
النادى الأهلى صار بطلا لأفريقيا، ورابع أندية العالم، فلماذا لا تكون الدولة المصرية أيضا كذلك؟ أتدرون ما السر الذى جعل «الأهلى» فى تلك المنزلة العالمية الكبيرة؟.. إنهم جماهيره.
جماهير الأهلى تعشقه دوما، تسير خلفه أينما توجه، تؤازه وتشجعه دائما، وشعارها «ويوم ما أبطل أشجع.. هكون ميت أكيد».. وفى تشجيعهم يمثلون حالة عشق أسطورية سامية، فيتحملون من أجله تكلفة الانتقال ومشقة السفر لا لشيء سيحصلون عليه، وإنما يتحملون كل تلك المشاق والصعاب فقط لكى ينتصر الأهلى، فإذا انتصر تهتف باسمه فرحة منتشية فخورة، وإذا انكسر تغنى «ع الحلوة والمرة معاه» وإذا تكاسل لاعبوه تهتف فيهم الجماهير «فريق كبير فريق عظيم أديله عمرى وبردوا قليل» فتكون تلك الصيحة «نوبة صحيان» تجعل كل لاعب فى الفريق يبذل جهدا يفوق جهده الطبيعي لينتصر « الأهلي» ويسعد جماهيره.
وذات الجماهير هى بوصلة مجلس إدارة الأهلى الذى يسعى دوما إلى إرضائها وتحقيق رغباتها وإسعادها، وهكذا تصبح الجماهير هى الحاكمة الحقيقية للنادى الأهلي، ولا يجد مجلس إدارة النادى غضاضة فى ذلك؛ لأنهم على يقين بأن كل واحد من جماهير الأهلى يعشق النادى أكثر من نفسه.
والمعنى ببساطة أن مصر ستصبح دولة عظيم، بمجرد أن يفعل المصريون مع وطنهم مثلما يفعل جماهير الأهلى مع ناديهم: كلٌ يؤدى دوره بإخلاص.. كلٌ يعشق الوطن أكثر من نفسه.. وكلٌ يدعم الوطن ويشجعه، وعندها سيكون المصريون هم البوصلة الصادقة والحقيقية التى تسير الحكومة على هداها، فلا تخالفها أبدا ولا تغضبها أبدا أبدا، وتسعى دوما إلى إسعادها..
وعندما يحدث ذلك ستصبح مصر دولة عظمى.. والقرار للمصريين.