رفض الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد طلب بعض الوفدين المطالبين بتقديم استقالته بعد الهزات الأخيرة قبل وأثناء وبعد الانتخابات الرئاسية متمسكًا بمنصب رئيس حزب الوفد.
وشدد يمامة على رفض فكرة الاستقالة ، مؤكدًا أن لائحة الحزب لاتنص على استقالة رئيس الحزب ومن حق أعضاء الهيئة العليا التقدم بطلب لسحب الثقة منه، وفي هذه الحالة إما أن يتم الموافقة على الطلب أو حل الهيئة الوفدية.
استياء وغضب شديدين
وعلم موقع” 30 يوم” من مصادر مطلعة ومقربة أن هناك استياءً شديدًا من جانب الوفديين لرد فعل رئيس الحزب وعدم الإنصات لصوت العقل والحكمة خاصة من جانب حكماء ورموز الحزب بضرورة تقديم استقالته لتهدئة الشارع الوفدي وإعادة الأمل في الإصلاح من جديد وعودة الحزب للحياة للنهوض والقيام بالدور الوطني الشامل السياسي والاجتماعي.
وهناك توجه من جانب المعارضين وممن يحملون على عاتقهم الدفاع عن الحزب الضارب في جذور التاريخ، باتخاذ خطوات تصعيدية لاجبار يمامة على تقديم استقالته في حال تمسكه بالبقاء، في ظل الغضب العارم حتى من جانب البعض ممن كانوا يساندون رئيس الحزب في فترات سابقة.
الهيئة العليا هي الحل
ودلل يمامة ،على قوة موقفه أن الأعضاء الذين طالبوا بعقد اجتماع طارئ للهيئة العليا لم يجمعوا النصاب اللازم لعقد الاجتماع لسحب الثقة، وأن الاحتكام في حال أي خلاف يعود إلى الهيئة الوفدية.
وألمح إلى أن عدد الموجودين من المعارضين في المحافظات لا يتجاوز 60 أو 70 فردًا، ولا يستطيعوا إحداث أي تغيير بالحزب الذي يضم الآلاف من الأعضاء، متهما المطالبين بتقديم استقالته بهدم الحزب وإعادة سيناريو 2006 حين تم حرق مقر حزب الوفد.
وبرر يمامة، عدم تقديمه للاستقالة إلى أن الوفد كحزب سينهار مشددًا على أنه مصمم على الاستمرار وإعادة تشكيل الحزب من جديد رغم وجود مجموعة تسعى- على حد قوله – لوقف أي محاولات للإصلاح.
واعتصم عدد من أعضاء الهيئة الوفدية داخل حزب الوفد لحين رحيل الدكتور يمامة بعد العثرات الأخيرة وعدم وجود رؤية أو رغبة في الإصلاح الشامل للحزب بكل ماتعنيه الكلمة من معنى حتى يعود للحزب التأثير في الشارع السياسي المصري.
وفي وقت سابق قال الأعضاء الوفديون في بيان لهم، أنه بناءً على الحالة التي تسود الوفد من تردي في الأوضاع المالية والأوضاع السياسية، وما أسفرت عنه انتخابات الرئاسة، وظهور رئيس الحزب بخطاب مهتز لا يرقى إلى حزب الوفد وتاريخه ويعيب تاريخ الوفد، قررنا الموقعين أعضاء الهيئة الوفدية الاعتصام لحين رحيل رئيس عبد السند يمامة رئيس الحزب، وإعمال لائحة الحزب وفقًا للقانون.
بيان حكماء ورموز الوفد
،وأصدر رؤساء حزب الوفد السابقين وعدد من رموزه هذا البيان .. وهذا نصه:
تابعنا كما تابعتم الانتخابات الرئاسية والتي أسفرت عن نتيجة لا تليق بالوفد وبمكانته السياسية، وهو الحزب الذي وصفه رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بأنه أهم قلاع الحياة السياسية المصرية، والأمين علي تراث الحركة الوطنية المصرية.
ومن هذا المنطلق وايمانا منا بتاريخ هذا الحزب الذي يضرب بجذوره في عمق تراثنا الوطني ونضال أمتنا من أجل الحرية والدستور والديمقراطية، وتحملا منا لمسئوليتنا تجاه حزبنا، ندعو كافة مؤسسات الحزب وأعضائه إلي الاعتراف دون مكابرة بأن هذه النتيجة كانت انعكاسا لمجمل الأخطاء التي شابت الأداء السياسي للحزب، وانفصاله عن واقع أمته وشارعها السياسي والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها مصر.
ونؤكد أن الاعتراف بصراحة وبوضوح وبمكاشفة جادة بالمشاكل القائمة وبأسبابها الحقيقية دون مواربة عبر حوار شفاف هادئ متزن، وبآلية مقبولة من الجميع وفي القلب منهم أعضاء الوفد هو البداية الجادة للإصلاح الحقيقي.
هذا الإصلاح الذي نتطلع إليه يقتضي اعلاء المصلحة الوطنية أولا ومصلحة الوفد ثانيا، باعتبار الوفد أداة لخدمة قضايا الوطن والأمة كما يقتضي الأمر أن يتم هذا الإصلاح المطلوب في هدوء أخذًا في الاعتبار الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا والتحديات التي تواجهها، وأن تتم المحاسبة بحكمة وعقلانية وأمانة.
أبناء الوفد: لقد عكست نتائج الانتخابات الرئاسية فقدان الحزب للتأييد الشعبي نتيجة لتزايد الصراعات والخلافات الداخلية ونالت من مكانته في الشارع المصري، وتخلي قياداته عن تراثه وقيمه بالإيمان بالحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني ففقد بوصلته.
أبناء الوفد إننا ندرك ونعرف معاناتكم في الشارع المصري وفي مواجهة الأحزاب الأخرى، لفقدانكم الدعم المعنوي والمادي من مؤسسات الحزب، المنوط بها إدارة دولاب العمل به، واعداد اللجان العامة والمركزية لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية.
كما نعلم أنه لا مناص من ضرورة فتح الطريق لبارقة أمل جديدة تعيد للوفد وحدته ومكانته، عبر مشروع إعادة بناء شامل لكافة مؤسسات الحزب، ينهض به ويعيده لصدارة المشهد السياسي في خارطة مستقبل الجمهورية الجديدة، وتنهي ما يعانيه الحزب من غياب حقيقي عن المشهد السياسي الراهن، ولن يتأتى ذلك إلا بشجاعة الاعتراف بالأخطاء وضرورة إصلاحها.
أبناء الوفد إننا معكم ولن نتخل عنكم وسنكون في الصف الأول من أجل اصلاح مسار الوفد باعتباره رافدا أساسيا من روافد الحركة الوطنية المصرية أمس واليوم وغدا.
فقد عاهدنا الله بأننا لن نخون الأمانة وسنحافظ علي تراث الآباء والأجداد كي تسود الديمقراطية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية في مصر الغالية.
بكم سيبقي الوفد وستعيش رسالته. يحيا الوفد .. تحيا مصر.
الموقعون على البيان:
1-عمرو موسى
2-محمود اباظة
3-السيد البدوي
4-منير فخرى عبد النور
5-فؤاد بدراوي
6-يس تاج الدين يس
7-محمد سرحان
8-محمد مصطفى شردي