الإعلامي العراقي حسين الذكر يكتب لـ «30 يوم»:استعراضيات الكعبي .. محاذير تفتق الثقة حد الثقوب !
حتى الآن وبعد كل تغيرات التاريخ العلمية والسلطوية التي دشنت عصر العولمة كذروة ما بلغه العقل البشري ما زالت القارة السمراء تعاني الكثير من الطموح المؤجل برغم ما تكتنزه من موارد وقوى بشرية إبداعية تفتقت بمرور الوقت وتسارع وتيرة قطار الحياة .
هنا نجد يوميات افريقيا 2025 المغرب الرابض على جمالات التاريخ والحاضر منذ وشائج الحضارة بتتويجه متربعا على شواطيء البحر والمحيط .. وها قد اتشحت شوارعه بألوان القارة التي لم تتوقف عند السواد المعتم كما اراد لها الحاسدون .. اذ تصاعدت وتيرة ضرب الارقام القياسية – ليس فنيا فحسب – بل ان العطاء الودي والتعبير الاجتماعي والانتمائي والأسري العربي الأفريقي بموج بشري آخذ وبرقصات تفصح عن تلك الأماني المكبوتة بما آن لها التعبير حد التحقق ولو من بوابة معارك كرة القدم التي غدت حرب بادوات اخرى ناعمة .
في واحدة من المفارقات الطريفة أن رجل مباراة مصر وأنجولا فريدي ريبيرو أعلن اعتزاله كرة القدم بعد أن حصل على لقب أفضل لاعب اثر خروج فريقه أنجولا من منافسات بطولة ما زالت تجود علينا بجمالات لا تتوقف عند مقصات أيوب الكعبي الذي شيد ظاهرة يجب أن تدرس في عالم كرة القدم .
اذ سجل هدفين بطريقة مقصية مذهلة نادرة في عالم المستديرة اسهم من خلالها بإشاعة البهجة وإعادة الثقة المتخمة بآمال جماهير لم تنفك عن الصراخ بهتاف ( الشعب يريد كأس أفريقيا ) .
بعد تأهل مصر والمغرب متصدرين ظهر مدربا المغرب ومصر ( وليد وحسام ) سعيدين – برغم مكنونات عتب ما على قسوة بعض النقد – إلا أنهما لخصا بشكل متشابه فوائد التأهل بما سماه الركراكي تصحيح الأخطاء وإعادة الروح الأسرية والصدارة وفوائد أخرى .. في واحدة من التوصيفات المبنية على وقع صخب الجماهير ونشوة الاعلام وانعكاسات الفوز والتأهل وما شابه من مقومات تعد ( ثقوية ) في مرحلة انتقالية قد تشكل خطورة ما لاحقة من بوابة بطولة يعتقد أهل الخبرة والاختصاص بعيدا عن العواطف أنها لم تبدأ بعد !
في مباراة الكوت ديفوار والكاميرون تحديدا .. كان هناك انذار مبطن للمنتخبات العربية من نواح عدة من غير المنصف حصرها بالقوة البدنية للوحوش الأفريقية بل ان تكرار هذه المفردة غير الموائمة مع ما يستبطن العرض الاحترافي لنجوم الادغال والاحراش والغابات .. يشكل خرقا للتقييم الواقعي والتحليل العلمي للبطولة سيما ونحن على اعتاب انطلاقاتها الاقصائية بشكل سنراه مختلف تماما عما كان يحدث من (تعارف ووديات وتعاطف في مباريات المجاميع شبه الاعدادية ليوم سيكون وقعه مزلزلا ) .
أيوب الكعبي اسم لامع في سماء التهديف وجمالية التسجيل الذي ربما يتربع به على رقم قياسي في موسوعة غينز لاهداف المقص .. وهو هدف عادي لا يختلف عن بقية الاهداف الا من الناحية الاستعراضية والادائية الجمالية التي تكتنف كثير المهارة والابداع مما يهيج الجماهير ويحرك ساكن الاعلام .. لكنه في المحصلة النهائية يشكل سلاح ذو حدين من رفع الثقة بمعناها المطلوب .. ومن تورم الثقة حد فتق الثقوب .. هنا تكمن خطورة ما زلت أراها في الأداء العربي العام وليس المغرب فحسب !
اقرأ أيضا
الإعلامي العراقي حسين الذكر يكتب لـ «30 يوم»: مسك ختام العرب .. المغرب يمسك بتلابيب الانجاز ..!



