فيصل الجمال يكتب لـ «30 يوم»: هذه هي مطالبنا من رئيس الوفد القادم
تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية من أبناء بيت الأمة في المحافظات لاستطلاع رأيي في المشهد الراهن وموقفي من انتخابات رئاسة حزب الوفد وتقييمي لكافة المرشحين، ومن هو الشخص المناسب لرئاسة الوفد في المرحلة الراهنة.
ورغم أنني ابتعدت -بإرادتي- منذ عدة أشهر -ومؤقتاً- عن التداخل المباشر في المشهد الوفدي، إلا أنني سعدت بهذه المكالمات والاتصالات.. وأستطيع أن ابعث برسالة لجميع أبناء الوفد مفادها الآتي:-
من أهم مكاسب الانتخابات القادمة لاختيار رئيس جديد للحزب، هو أن مرحلة عبدالسند يمامة تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أربع سنوات عجاف، سياسياً وإدارياً ومالياً، فقد أجمع أبناء هذا الحزب العظيم على أن 30 يناير القادم هو يوم إسدال الستار عن هذا العهد الذي اساء للوفد شكلاً وموضوعاً من حيث الأداء والقرارات والإدارة. وقد ظهر جلياً أن الوفديين –جميعاً– يتحدثون عن رئيس آخر.. وأن عبدالسند يمامة ليس موجوداً في رئاسة الحزب خلال المرحلة القادمة، و لا أعرف إن كان عبد السند يمامة قد فهم أن الظروف التي كانت لصالحه يوم 11 مارس 2022 لم تعد موجودة… فإن فهم فقد أراح نفسه.. وإن لم يستوعب فقد اتعبها.
الرئيس القادم للحزب مُقدم على كارثة ليست سهلة، فهو مطالب بتصحيح مسار مالي وإداري وسياسي، بعد وراثته لتركة لن يعالج عوارها مقالاً كتبه صحفي بالوفد منذ أيام، أملاه عليه عبدالسند يمامة، يقول فيها إنه سيترك 60 مليون جنيه، أو محو تصريحات أطلقها يمامة نفسه يدعي فيها أن الوفد مذكورٌ في القرآن.. ولكن الحقيقة أن التركة ثقيلة وسمعة الوفد في الشارع أصبحت سيئة بعدما شوه رئيس الحزب الحالي كل ذكرٍ لهذا الكيان العظيم خلال أربع سنوات.
ولكن من وجهة نظري أن أكبر المشكلات هي المسألة المالية، فالحزب يحتاج شهرياً لمايقرب من ثلاثة ملايين جنيه لسداد بند المصروفات فقط، بالإضافة إلى الديون التي أثقلت كاهل المؤسسة الصحفية، وبالتالي فإن حديثي لن يخلو من ضرورة تعهد ممن يرى في نفسه –من المرشحين– شخصاً قادراً على حل الأزمات بأن لايتجاهل أو يمحو ماتسبب في أزمات الوفد التي سيواجهها الرئيس القادم، فهذه الأسباب يجب أن تُزال بعدما فعلت مافعلت خلال السنوات الأربع المؤلمة للنفس الوفدية.
يجب على المرشح لرئاسة الحزب أن يفتح ملف المديونيات، وهو الملف الذي دفعت أنا شخصياً ثمن فتحه وإثارته، بدءاً من الفصل والتشويه إلى البلاغات الكيدية، فلايمكن أن يتحدث كل مرشح عن وعود بدون الحديث عن إغلاق ملفات الجرائم التي ارتكبت في حقنا جميعاً.
يجب على المرشحين جميعاً أن يحددوا موقفهم من الشخص الذي أفسد الحزب وقام بتحريض النائبات على عدم سداد التزاماتهن للحزب حتى لايدفع هو، وحتى لايبقى مديناً وحيداً، وهو نفس الشخص الذي تمكن من إدارة هذا الحزب العظيم من مطعم فأصبح هو الرئيس الفعلي للوفد، وأدار الصحيفة منفرداً –ومايزال– بكل أنواع المخالفات، وحصل على كل مايريد –مجاناً– وأطاح بكل الوفديين من القوائم ليبقى مغرداً وحيداً، رغم أن تاريخه كله في الوفد لايزيد عن أصابع اليد الواحدة، والغريب أن هذا الشخص المشبوه تواصل خلال الأيام الماضية بعدد من المرشحين طالباً الأمان رغم أن فساده أزكم الأنوف، وهي بجاحة منقطعة النظير، وبذلك لم يعد أمام المرشحين إلا الإعلان عن لفظهم لهذا الشخص الفاسد الذي يجب حبسه لا منحه أماناً لايستحقه.. وقد قال له أحد أعضاء الهيئة العليا منذ أيام “ده انت عامل عصابة بقى”!!
معك حق يا سيدي … إنه يقود عصابة للاستيلاء على خير الوفد.. فهو الشخص المدين للحزب بملايين الجنيهات –ستبقى في ذمته هو وعبدالسند يمامة– ولن ينفي التقرير القائم على معلومات غير صحيحة والذي رفضته الهيئة العليا، مسئوليته عن جرائم النصب التي جرت، وبالتالي فإن الرئيس القادم مُلزم -لامحالة- بفتح ملف المديونيات بأكمله للفاسد ولغيره وتحويله لنيابة الأموال العامة.
على كل مرشح أن يقول لنا ماذا سيفعل في ملف الانتخابات البرلمانية الحالية، سواء ماحدث من استبعاد تام لأعضاء الهيئة العليا الذين يدفعون أوقاتهم وجهدهم لصالح الحزب، وكانوا على استعداد لدفع أموالهم أيضاً، ولكن رئيس الحزب وشريكه في الاختيارات، قاما باستبعاد الجميع، وقاما باختيار أسماء المرشحين للقوائم في غرف مغلقة، بعد نجاحهما في منع اجتماعات الهيئة العليا عِنوة، فتم إغلاق الطريق أمام شعاع الشفافية، وكانت الاختيارات جميعها تتم في جنح الظلام على حساب الوفد ولحساب شلة صغيرة لاتمت للوفد بصلة.. ليخسر الحزب كفاءات تم منعها من تمثيله.. وخسر أيضاً أموالاً قال رئيس الحزب أنها أمانة عنده!!! رغم أن أمانة الـ 29 مليون جنيه التي تسلمها من الرئيس السابق تم اهدارها عمداً لحساب شريكه ومن شابهه!!
على كل مرشح يريد رئاسة الوفد أن يقول لنا ماذا سيفعل في ملف القضايا التي شهدت أكبر كارثة في تاريخ الوفد، فقد خسر الوفد كل قضاياه في ظاهرة مريبة!! نعم ..الوفد خسر كل القضايا في عهد عبدالسند يمامة، رغم أنه يعمل في المحاماة وتدريس القانون في الجامعة!! وقد علمت أن أحد أعضاء الهيئة العليا في الاجتماع الاخير طلب رسمياً فتح ملف القضايا وتكوين لجنة قانونية لدراسة أسباب الخسارة رغم المواقف القانونية القوية للحزب فيها!!!
وأنا أؤيد هذا الطرح.. على رئيس الحزب القادم تشكيل لجنة تفحص كل خطوات التقاضي في مطالبات شركة الأمن وماحدث من تواطؤ مع شركة الإعلانات التي أكد الخبير أنها لاتستحق ماطلبته من أموال ثم غاب الممثل القانوني للوفد فجأة وكذلك قضايا النائبات المدينات التي تم اغلاقها بدون معرفة السبب وبدون موافقات الهيئة العليا.. إنه ملف يكتظ بالمخالفات والجرائم، أصبح لزاماً على رئيس الوفد القادم فتحه دون إغلاق حتى يحصل المجرم على عقابه.
إذا أردنا أعادة بناء الوفد على أرضية حقيقية .. علينا أن نعرف مواقف المرشحين من هذه الملفات.. لأن التئام الجُرح يتطلب تنظيفه أولاً.
فيصل الجمال أمين صندوق الوفد السابق
موضوعات ذات صلة
فيصل الجمال يكتب لـ «30 يوم» : عبد السند يمامة يواصل مناورات حماية فتاه المدلل أيمن محسب!!
فيصل الجمال يكتب لـ «30 يوم» : تجميد أيمن محسب لم يبدأ بعد!!




